تغير نمط التفكير..إعادة إنتاج الأخطاء..!!
×الوضع معقد جداً،الأجواء طاردة،سنرحل،لم نعد نحتمل،هي استقالة بدون رجعة،تذكرة ذهاب بدون عودة،الوضع المريخي صعب،لتفعل المعارضة ما يحلوا لها بعد أن نترك لها الجمل بما حمل...توقفوا ما كل هذا الهراء،لماذا فشلتم في المهمة،ولماذا التنصل مما صنعت أيديكم، أعلموا أن أصعب شيء في الحياة هو البدايات،إذ تترتب عليها كل الحماقات اللاحقة وما بني على الركام،مصيره الحطام..!!
×يقول الباحث المصري..وائل عادل..إن القيادة في ظل الأوضاع المعقدة من أهم سمات القادة، فندب الواقع،واتهامه بالتعقيد أمر ينزع صفة القيادة عن مدعيها،وهل أشرقت إطلالة القادة على الوجود إلا لأنهم يمتلكون رؤية معالجة هذا الواقع المعقد؟!أليست المواقف المعقدة هي التي تستدعي وجود القادة؟؟! وإلا فما جدوى ادعائهم التميز على من حولهم إن كانوا يصرخون مثل عامة الناس "الوضع معقد جداً".
×في المؤسسات المتطورة عندما يتقدم شخص ما للقيادة فيها،فإنه يتقدم برؤية،ويستعرض برنامجه الذي سيميزه وسيتمكن به من اختراق تعقيدات الواقع وتفكيكها؛فهو يطرح نفسه كقائد لأنه يمتلك رؤية تعبر بالمؤسسة من نفق يحتويها وتنطلق إلى فضاء رحب،أما من يجلسون على مقعد القيادة بالخطأ فيهولهم الموقف ويفاجأون.
×أن قيادة السيارة(في البدايات) لا تحقق المتعة المتوهمة،حيث يستمع السائق إلى الموسيقى الناعمة،متنقلاً بمرونة من حارة إلى أخرى،ومن سرعة إلى سرعة،بل هناك الكثير من الأمور المعقدة المتشابكة التي يمارسها قائد السيارة قبل أن يصل إلى مرحلة القيادة بتلقائية،والاستمتاع بأداء ما يبدو معقداً.
×إن القعود عن الفعل،أو تبرير القفز في المكان بحجة تعقيد الواقع أشبه بعتاب طالب اللغة الإنجليزية لمعلمه الذي لم يكتب كلمة واحدة بالعربية في الامتحان،ولطالب الكيمياء الذي يطعن في العلم المليء بالمعادلات،ولطالب الرياضيات الذي يندهش من لغة الأرقام؛وللممثل المذهول والمتسائل أنى له بالتمثيل والجمهور يتتبع كل خطوة له على خشبة المسرح، ولرئيس النادي الذي احتار في طريقة صناعة فريق البطولات، ولمصارع الثيران الذي نظر إلى الثور الهائج،والجمهور المحتشد، وإلى ملاءته الحمراء ثم صرخ؛"الوضع معقد جداً"؛فهل كان سيحتشد الجمهور إلا ليشهد كيف سيصرع البطل مصطلح التعقيد؟! ترى لو كان الثور أليفاً،(يأكل من يد صاحبنا)،هل سيستحق لقب(المصارع البطل)؟!وهل كانت الآلاف ستنفق المال إلا من أجل النظرة إليه وهو يسفك دم التعقيد ويطأه بقدمه في ثبات؟!
×(الوضع معقد جداً)يوم أن تخرج هذه الجملة من فم القائد فإنها تعني رفع الراية البيضاء في وسط المعركة.
×الاعتراف بتعقيد الواقع أمر محمود إن كان المراد منه فهم الواقع للتعاطي معه بوعي،لأنه يُبعد الإنسان عن السذاجة في تفسير ما يدور حوله،وهو كذلك جدير بجعل المرء يفكر بمستوى ومنهجية قادرة على قهر هذا التعقيد،وأن يتدرب على تفكيك المعادلات الصعبة، كالطالب الذكي المتمرس الذي يعشق تحدي المسائل الرياضية المعقدة،فيصيح مختالاً.. "أنا لها"..أما المسائل البسيطة فيحيلها إلى البسطاء.
×والتعاطي مع الواقع المعقد يتطلب نمطاً متطوراً من التفكير،وهذا لا يعني أن الحل سيكون بالضرورة معقداً،بل قد يكون في قمة البساطة، فخبراء تفكيك الواقع يحددون أولاً ما يسمى بعقدة الموقف،أو عقدة الصراع،وتعني ما هي العقدة التي إذا تم حلها ستُحل بقية العُقد؟
×فها هم رواد الفضاء يواجههم تحدي الكتابة في الفضاء،فانعدام الجاذبية أعجز الحبر عن الانسياب من القلم،وبدأت وكالة الفضاء (ناسا)دراساتها حول كيفية التعامل مع الوضع المعقد بمحاولة تطوير قلم يكتب في الفضاء،وتكلفت الدراسات ما يزيد على المليون دولار،إلا أن الروس فككوا تعقيد الموقف بحل بسيط،وهو استخدام القلم الرصاص،لأنهم أحسنوا تحديد عقدة الموقف؛فليست العقدة في كيفية إجبار القلم الحبر أن يكتب رغم أنف قانون الجاذبية،لكن العقدة كانت كيف نكتب في الفضاء،بغض النظر عن مصير القلم الحبر.
×كم من أوضاع معقدة فككتها أدوات بسيطة،لأن التحدي الكبير ليس في توافر الأداة،بل في توافر العقل المشبع بنمط التفكير الثائر على الواقع،المتمرد على الهزيمة،المستعصي على الانبطاح،فالعقل إن آمن بقدرته على فك التعقيد أبدع أدوات البطولة.
في القائم
×يعّرف العالم أنشتاين الغباء علي أنه فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة.
×تعريف أنشتاين للغباء يوضح حقيقة العقدة التي يمر بها المريخ في ظل تكرار وجود (شلة يخسي) بالقطاعات المختلفة للنادي.
×تكرار وجود ابوجريشة،وصديق علي صالح،وعبد القادر همد،ودحية وهاشم الزبير،يقودنا لطرح هذا السؤال: (كيف لسبب المشكلة ان يحلها).
×تغير نمط التفكير في تغير الأشخاص،فمن اعتاد علي شيء سار عليه،لذا فالتطور يمر بالتغير،والفائدة تمر بالتجربة،والعاقل من أتعظ من دروس الماضي الفاشلة.
×إصرار الوالي علي إعادة توليد السماسرة إلي جانب الأفكار الخاطئة في المريخ أضر بوجوده الشخصي كرئيس مجلس إدارة.
×إصرار الوالي علي عدم تكرار التجارب الناجحة في التسجيلات والتعاقد مع المدربين مع المحافظة علي استقرار الجهاز الفني إلي جانب توفير تركة إدارية وتركة فنية،يوضح مدى الضرر الذي خلفه الرجل في النادي بمفهوم التعرية المستمرة.
×إصرار الوالي علي ابتداع قلم يكتب في الفضاء بقيمة مليون دولار،جعله يتجاهل الفائدة التي يقدمها قلم الرصاص كحل قريب المنال(وشبه مجاني)،والأمر يعود للاعتماد على المحترف ذي العيار الثقيل دوناً عن صناعة جيل كروي للمريخ يتكون من الناشئين(وعلى ذلك قس).
×ظهور شخصيات بعينها رفقة السيد الرئيس جعلها تتميز بـ(أرشيف) سيء في عقول الجماهير ما أضر بسمعة الوالي تحديداً مع انعدام الثقة في اختياراته القائمة علي التخبط،مع عدم التمسك بالنجاحات في وقتها.
×استقالة الوالي المتكررة في كل فتراته الرئاسية توضح طريقة الرجل في التعامل مع العقد وطريقة توفير الحلول لها،ما يقودنا للحديث عن صفات القادة في التعامل مع(الوضع المعقد جداً).
شبك خارجي
#ذهاب_الوالي..لا يخيف من يؤمن بأن(الله خالق رازق).