كلام في الشبك || توفيق الأوضاع.. بقدر المستطاع..!!


 كلام في الشبك
 توفيق الأوضاع.. بقدر المستطاع..!!


• حال أكملت إدارة النادي الاتفاق مع الخبير غارزيتو لقيادة المريخ خلال الفترة المقبلة، تكون بذلك قد قطعت نصف المشوار في توفيق أوضاع فريق كرة القدم، نقول نصف المشوار لأن التعاقد مع مدرب بشخصية غارزيتو يعني أن فريق كرة القدم في أيدٍ أمينة، نقول أمينة على الرغم من اتهام الرجل سابقاً بالسمسرة، من قبل الإدارة والإعلام وبعض الجماهير، علماً ان الإدارة ظلت تتعامل مع سماسرة لا تربطهم أدنى علاقة بكرة القدم خلال انتدابات اللاعبين، ونقول أمينة على ضوء استهتار اللاعبين وعدم تقديم أداء يرضي طموحهم كلاعبين في المقام الأول، قبل أن يرضي المتابعين والمشفقين على اداء الفرقة الحمراء خلال الجولات الأخيرة سواء أكانت حبية أو رسمية أو شبه ذلك.
• يجوز لنا القول أن إدارة المريخ - أخيراً - قد وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب، لكن لم يكن ذلك في الوقت المناسب بالطبع، مع ذلك أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي، نقول الرجل المناسب، وفي البال تمتع المدرب غارزيتو بقدرات لا تخطئها عين في إجادة عملية إعادة توزيع وظائف اللاعبين، كما لديه عامل أهم يتعلق بحسن التصرف في الوقت المناسب، وإبعاد أي لاعب لا يخدم جماعية فريق كرة القدم ، أو لا يقدم ما يساهم في ترابط خطوط الفريق داخل أو خارج الملعب، وعليه فإن التعاقد معه في هذه الفترة الحساسة يعني عملية تلافي الأضرار بأيسر السبل، وأفضل ما يمكن لاسيما والفريق خضع لفترة تعاقدات وفترة تحضير تحت إشراف مدرب آخر.
• الفرنسي لن يحتاج فترة طويل حتى يكتسب معرفة تامة بقدرات لاعبيه، متأثراً بخبرته الطويلة في التعامل مع اللاعبين ذوي الأصول الأفريقية، فضلاً عن خبرته الشاملة بنفسية اللاعب السوداني المزاجية والهشة في التعاطي مع الواقع المحيط، والتأثر بما يدور حول الفريق، وقبل كل ذلك معرفته بعلاقات الصداقة التي تربط  بعض الإداريين والصحفيين ببعض اللاعبين، ومدى تأثير ذلك على مسيرة اللاعب ومدى ارتباطه بالبقاء أو مغادرة الكشوفات سواء أكان ذلك البقاء عبر ادعاء الإصابة أو خلال دعم يجده من خارج الملعب على غرار بقاء راجي وعلاء الدين المصابين بإصاباتٍ مزمنة، والدليل على ذلك رفض بعض اللاعبين بسبب إصابات قديمة مضى عليها أكثر من ثلاث أعوام «مثلما حدث مع الياسو» من قبل نفس الأسماء التي تدعم بقاء رجي وعلاء، وفي نفس الوقت قبول بقاء لاعب لم يكمل ثلاث أشهر دون تعرضه للإصابة طوال مسيرته مع المريخ إلى أن وصل إلى مرحلة قيادة الفريق.
•المريخ تأثر كثيراً من المجاملات وتأثر أكثر من خلال الآراء العاطفية التي جعلت فريق كرة القدم عرضة للتعرية الفنية خلال فترة التسجيلات إثر التضرر من مثل هذه الممارسات المذكورة آنفاً، فضلاً عن تغيب الأجهزة الفنية عن فترة الإحلال والإبدال، والدليل على ذلك يتمثل في مغادرة كوفي اوكرا، رغم ان المدرب الجديد انتوني هاي قرر الاعتماد على خطة تكمن خطورتها الحقيقية على الاجنحة، حيث لا تُلزم هذه الخطة لاعبي الاجنحة بأي أدوار دفاعية، في ظل توفر ثلاث لاعبين في الدفاع، وثلاث في عمق الوسط المتأخر، ما يتيح للثنائي على الأجنحة حرية التعبير عن النفس والمهارة، بالتالي شق الطريق عبر الرواقين، وذلك عين ما كان يتمناه الثنائي الغاني، الذي عاني الكثير من  خطة المدرب السابق غارزيتو التي تعتمد في الأساس على الازدواجية في الأدوار الدفاعية والهجومية.
•المثال المذكور يحقق مقولة أن لكل مدرب طريقة، ولكل طريقة عناصر يمكنها أن تحقق المعادلة التي تضع حصان المجهود أمام العربة الفنية، بالتالي الظهور بمظهر مشرف يرضي الجميع، كما أن ذلك المثال دليل على أن المدرب غارزيتو لم يكن يترصد الثنائي الغاني، ودليل كذلك على أننا لم نقف معه -وقتها-  دون سبب مقنع.
الإعلام المريخي لديه سوابق عشوائية في التعاطي مع واقع الفريق الفني، حيث سبق له المطالبة بإبعاد العاجي أولفييه الذي كان يلعب في خانة الرقم (10) وادعاء أنه ليس بلاعب صندوق، علما ان الفريق كان يفتقد -وقتها- لصانع العاب مميز، فتم التخلص من العاجي لمصلحة مهاجم الصندوق آلن وآنغا، عندها تسألنا عن ماهية الجهة التي ستمول المهاجم الجديد، فهل سيموله صندوق دعم الطلاب؟!
• هذا ما افصحت عنه الأيام وجعلتنا نتحسر على تبديد المال والوقت في التعاقد مع لاعبين جيدين دون أن يرتبط ذلك باحتياجات الفريق الفنية، وهو الامر الذي جعل فريق كرة القدم بيئة خصبة  للتوليف الفني، وتلك النقطة هي التي سيبدأ منها الفرنسي غارزيتو مغامرته المريخية الجديدة، حال اكتمل اتفاقه مع الإدارة للأشراف على الفريق، وعلى الجميع ان يدعموا اختيارات المدير الفني في ظل عشوائية القرار في التعاقدات، وعشوائية التوزيع الوظيفي للاعبين، حسب ما يحقق فلسفة المدرب - أياً كان جنسه – حتى لا يتم وصفه فيما بعد بمعاداة وترصد اللاعبين، وكأن المدرب له «ثأر بايت» مع اللاعب، وكأن اللاعب والمدرب ينتميان معاً إلى قبيلتي داحس والغبراء قبل أن تجمعهم كرة القدم في القلعة الحمراء.
 

في القائم
• هل كان أي أحد يعلم أن الثنائي
«كوفي وأوكرا» تحقق عليهما شروط خطة المدرب الالماني المقال مؤخراً أنتوان هاي، المعتمدة في الاساس على الاجنحة الهجومية «السماني وعبد الرحمن» وتكثيف عناصر الوسط المتأخر والدفاع؟!
• هل كان أي أحد يعلم أن خانة العاجي ديديه هي صناعة اللعب، قبل أن تطآ قدماه أرضية ملعب المريخ ويرتدي القميص ذو الرقم (24) ويتفنن في توزيع التمريرات بمثل طريقة اللاعب صاحب ذلك القميص التأريخي؟!
• وهل كان يعلم أحد أن الكيني وآنغا هو مهاجم (st) لا يخرج من منطقة جزاء الخصم للمطاردة لحظة الفقدان، وتعتمد خطورته في الأساس على الكرات العرضية والتمريرات الطولية في تسجيله الأهداف قبل أن يتعاقد معه المريخ.
•وهل سأل أي إداري مريخي مدرب الهلال السابق او إداري الهلال السابق قبل أن يتعاقد مع صاحب المشاكل الكثيرة تراوري؟!
•حال كانت علاقة الفريقين
«المتعصبة» تلقي بظلالها السالبة على إمكانية السؤال، هل هنالك ما يمنع إدارة المريخ من سؤال إدارة أو مدرب الإسماعيلي المصري والأفريقي التونسي عن اسباب تلك المشاكل التي تحيط بمسيرة المهاجم المالي.
•وهل سأل أي مريخي عن حقيقة أسباب ترصد غارزيتو للثنائي علاء الدين ويوسف وهيثم مصطفى قبل التعاقد معه لتدريب المريخ في المرة السابقة؟!
•علماً أن غارزيتو رفض هيثم لذات الأسباب التي رفض على إثرها الغاني اوكرا والمتمثلة  في عدم الرغبة في القتال على الكرة وانتظارها حتى تأتي تحت قدميهما ومن ثم التصرف بها..!!
• مع العلم أن مشكلة علاء يوسف تمثلت في وقوفه «عاطفياً» مع هيثم ولم تكن له مشكلة فنية مع الرجل، على غرار ربط كوفي بمشكلة أوكرا، «كوفي الذي شارك في كل المباريات تحت قيادة غارزيتو وكان من العناصر التي يعول عليها الفرنسي بصورة دائمة».
•قرائن الأحوال تفيد أن المدرب «على حق» والإدارة والإعلام والجمهور يحاصرون « ذلك الحق» سواء أكان ذلك
«بحسن نية» كما يفعل الجمهور او مع «تبييت النية» كما  تفعل الصحافة والإدارات.
•غارزيتو يمكنه النجاح عبر تغير عقلية فريق كرة القدم، وقتها سيعود الجمهور لتشجيع الفريق ومن ثم التفرغ لإحصاء عدد التمريرات الصحيحة، ومقارنتها بما يحدث في الدوريات الاوربية، لكن من يغير عقلية الإدارة والإعلام؟!
 

شبك خارجي
# الحصول على لاعبين جيدين أمر في غاية السهولة، إلّا أن الجزء الأصعب يتمثل في جعلهم يلعبون سوية..!!

أفضل الشعر أكذبه! | الطريق إلى النَص | حسام حامد


الطريق إلى النَص | حسام حامد

أفضل الشعر أكذبه!
•العنوان أعلاه؛ عبارة عن مقولة كانت رائجة في العصر القديم بين الأدباء العرب، حيث تشير بوضوح إلى أهمية وجود الخيال في النص الشعري وفي تحديد هوية الشاعر من الحيث الموهبة والسجع ، وقبل كل ذلك العمق في الطرح، وباستخدام المجاز والتشبيه البليغ في إيصال المعنى، والحصول في المقابل على رضا القارئ بما يخاطب جانب الخيال لديه، الأمر الذي يجعله -أي القاري- يسافر في رحلة ممتعة على متن الحديث وهو طرباً بجمال المعنى والتشبيه..!!
•المعروف أن ملكة الخيال لدى الشعراء تساهم بصورة مباشرة في توضيح مكانتهم الشعرية وتحدد هوية وملامح مسيرتهم أو سيرتهم الأدبية، إذ أن الشاعر الناجح لابد وأن يتوافر على عوامل مساعدة تعينه على كتابة الشعر، تلك العوامل تتمثل معظمها في الخيال الشاعري، لكن يظل الجانب الأهم هو الإبداع في استخدام اللغة العربية والتلاعب بألفاظها ومعانيها حسب ما يطلبه النص الإبداعي، وحسب ما يرتضيه الخيال الشاعري، ذلك باستخدام المجاز والتشبيه والكناية وأدوات البلاغة المعروفة.
• العوامل المذكور أعلاه؛ متوفرة في شعراء العصر الحالي ولكن من جهة أخرى نجد أن اللغة لم تعد كما كانت والشعر هو المتأثر الأول بذلك، حيث أن اللغة الحالية أضحت لغة كثيرة الاستخدام وكثيرة التناول فيما يتعلق بالجماليات حيث أن هنالك عدد محدود من الكلمات والمترادفات درج الشعراء على استخدامه والترويج له، بقصد او بدونه، ما يجعلك تشعر لبرهة أن الإبداع منقوص من النصوص الشعرية، الأمر الذي ساهم في تحول بعض الشعراء إلى اللغة العامية وبعضهم ظل يستخدم لغة عربية ليست دارجة ولكنها حسب رأيي مستدرجة من حيث الرواج بين الأدباء الحاليين.
•  حسب ظني أن عامل اللغة له اليد الطولى في تحديد وجهة الشاعر حيث تجد أن اللغة العربية أصبحت عامية أو عمومية إن جاز التعبير على المستوى الإعلامي عامة،  كيف لا والعالم تسوده السرعة وعدم رغبة انسانه في التوقف لقراءة مقال من (600) كلمة،  فضلاً عن قراءة رواية أو كتاب قديم أو معلقة من المعلقات السبع، وذلك يعود بنا إلى مقولة : "الشاعر أبن بيئته"، حيث أضحت البيئة دارجة ومستدرجة من حيث اللغة وسريعة من حيث التعاطي مع القراءة والكتابة في المحيطين الاجتماعي والإعلامي ولن نقول الثقافي حيث أن الثقافة تطلب المواكبة وقراء كل ما تتوفر عليه عيناك أو تمسك به يداك، الأمر الذي يقودك إلى التمتع بلغة مختلفة وتلك النقطة تحدد لنا أن  بعض الشعراء الحاليين متهمين بعدم التنوع الثقافي أو على الأرجح يغلق الواحد منهم على نفسه في إطار ثقافي محدد سواء أكان يتعلق بنوع معين من الأدب أو محيط شعري محدود..!!
•اللغة العربية الفصحى والطلاقة في التعبير غير متوفرة للاستخدام اليومي في عصرنا الحالي إلاّ في الرواية ونشرات الأخبار والوصف الحي للأفلام الوثائقية فضلاً عن أغنيات العملاق (ود اللمين) أما اللغة الأخرى المستخدمة فهي لغة ليست عامية وكلنها لغة فصحى عمومية أي كثيرة الاستخدام في ظل غياب الإبداع في بنية النص أو متن الحديث..!!
•وهنا أتذكر القصة القديمة والشائعة في مجالس الأدباء والتي تقول أن: علي بن الجهم كان بدوياً جافياً، فقدم على المتوكل العباسي ، فأنشده قصيدة ، منها:
أنت كالكلب في حفاظك للود  ..   وكالتيس في قِراع الخطوب
أنت كالدلو ، لا عدمناك دلواً  ..  من كبار الدلاء كثير الذنوب
•فعرف المتوكل حسن مقصده وخشونة لفظه ، وأنه ما رأى سوى ما شبهه به، لعدم المخالطة وملازمة البادية ، فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة ، فيها بستان حسن ، يتخلله نسيم لطيف يغذّي الأرواح ، والجسر قريب منه ، وأمر بالغذاء اللطيف أن يتعاهد به ، فكان – أي ابن الجهم – يرى حركة الناس ولطافة الحضر،  فأقام ستة أشهر على ذلك ، والأدباء يتعاهدون مجالسته ومحاضرته، ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده ، فحضر وأنشد :
عيون المها بين الرصافة والجسر ..  جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن   .. سلوت ولكن زدت جمرا على جمر.
•فقال المتوكل : لقد خشيت عليه أن يذوب رقة.
زحام المعنى
•الشعراء في بلادي مبدعين سواء أكان ذلك في النصوص المكتوبة باللغة العامية أو باللغة الفصحى ولكن العصر الحالي بدا الشعر محاصراً من البيئة السريعة والغير متجاوبة مع الجودة إلا فيما ندر.
•لكن هذا لا ينفي وجود إشراقات متعددة تتمثل في المنتديات الثقافية  التي تذخر بالإبداع في كينونة النص وبنية اللغة ومتن الحديث.
•في المقابل هنالك أثر طفيف نوعا ما بالنسبة للشعر الهابط، لكن ذلك الأثر قد يتحول إلى مهدد حقيقي للعشراء القادمين من الجيل الجديد، حيث تجد أن كلمات أغاني الشاعر أمجد حمزة باتت مفضلة لمعظم الفنانين الشباب وهو خطر محدق يهدد مستقبل الشعر والغناء حيث أن المتلقي الحالي هو الفنان – الشاعر أو الأديب المستقبلي.
•لا يعقل أن  يتم حصر الشعر في رشفة قهوة بالتالي التغزل في جماليات لونها ولذيذ طعمها ونوعية البن، وافتضاح عطرها، في معظم الجلسات الشعرية بصورة راتبة ورتيبة تشير بجلاء  إلى عدم تنوع مشارب الشعراء.
•في رأيي أن كلمات الغناء الهابط تولد ميتة حيث أنها تشبه إلى حد بعيد أغاني الإعلانات التلفزيونية التي سرعان ما تجاهلها المتلقي بغية التجديد لكنها تترك أثراً غير ظاهر يتمثل في اعتياد المتلقي على التجديد والملل من الاستمرار ونخشى أن ذلك الملل يعدي الغناء في مختلف أنواعه ونصوصه و فنياته.
•الشاعر الجيد لابد وأن يكون قارئ جيد ولابد أن يتوفر على ذائقة فنية تهتم بالجودة في النص واللغة وتحسين الأدوات وعدم الركون للتأثر بالبيئة المحيطة.
•قال المستشرق الألماني اوجست فيشر: "إذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب أخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب".
•العالم تحول إلى شاشة صغيرة عوضاً عن القرية الصغيرة، وبناء على ذلك على الشاعر أن يصنع لنفسه قريته السياحية الخاصة داخل تلك الشاشة.
آخر محطة
#  أرى لرجال الغرب عزّاً ومنعةً .. وكم عزّ أقوامٌ بعزّ لغات.
 #  أتوا أهلهم بالمعجزات تفنّنا ..  فيا ليتكم تأتون بالكلمات.. (الشاعر حافظ إبراهيم).

كلام في الشبك || إقالة هاي صحيحة لكنها ترسيخ للخطأ!

إقالة هاي صحيحة لكنها ترسيخ للخطأ!

.      لم أجد عبارة أفضل من " الخروج من باب الدخول" لوصف إقالة الألماني هاي من تدريب المريخ دون أن يلعب أي جولة رسمية على اعتبار أن الفيفا لا يعترف ببطولة الأندية أبطال العرب كونها بطولة رسمية، إذ ان الفيفا لا يعترف بالاتحاد العربي الذي يدير هذه المنافسة، بالتالي عدم الاعتراف بالجهة المنظمة هو تأكيد ضمني على عدم الاعتراف بأي نشاط تنظمه، والمعروف أن الأموال التي يتحصل عليها حامل اللقب أهم من التتويج باللقب وهي صورة معكوسة توضح أن تلك البطولة مثلها مثل أي دورة رمضانية.
.     المعروف كذلك أن إدارة نادي المريخ قررت المشاركة في هذه التظاهرة العربية من أجل الحصول على الجوائز المالية، والمعروف أيضاً أن الجمهور يريد أن يتوج فريقه بلقب البطولة، نكاية في المعسكر الأزرق، الذي لم يتوج بأي لقب خارجي، والأكيد هو أن المدرب هاي وطاقمه المعاون ولجوا هذه المنافسة بغية إعداد الفريق وتحضيره للبطولة المحلية والأفريقية، وذلك الشتات الذهني  والتنوع في الرغبات أثر بصورة أو بأخرى في عدم  الصبر على المدرب، إذ أن المجتمع المريخي حقق بذلك مقولة: " كلٍ يُغني على ليلاه".
.      إقالة المدرب هاي تعتبر قرار صحيح، لكنه ترسيخ للخطأ، وهو رأي قد يتفق معي البعض فيه، أو قد يختلف، ولكن من حيث الأسباب التي دعت الإدارة لإقالة المدرب، فالرجل وجد فرصة إعداد طيبة، ووجد كذلك عدد كبير من المباريات الودية، وفترة ليست قصيرة للتحضير وتلافي السلبيات، لكنه في المقابل لم يعُطي أي فرد مريخي مجرد إحساس بأن الأوضاع الفنية على ما يرام، على ضوء عشوائية الأداء، والإصرار على تغير الخطة، دون وضع الحلول التي تجعل خطوط اللعب قريبة من بعضها، ودون أن يظهر عليه طابع الجدية في كبح جماح الفوضى الفنية التي يظهرها فريقه داخل الملعب، حيث ظل الرجل يشارك بذات العناصر رغم الاستهتار ورغم ظهور فراغات كبيرة بين خطوط اللعب، ولكن هل المدرب وحده هو الجهة الملامة في هذه الحالة؟!
  للإجابة على ذلك السؤال يجب أن نعود إلى أصل المشكلة المتمثلة في التعاقد مع مدرب مغمور كان كثير المطالب للإدارة حتى تعطيه فرصة تدريب المريخ ، دون أن تنظر -أي الإدارة- إلى مسيرته الفنية السابقة، مع التمحيص والتدقيق في طريقته التدريبية وأسباب اقالته العاجلة من تدريب الأندية، إذ أنه أكثر مدرب تمت إقالته من تدريب الأندية والمنتخبات بعد مسيرة  قصيرة، حيث تمت إقالته من تدريب الاتحاد المنستيري التونسي عقب الخسارة في جولة ودية، متأثراً بإصراره على تغير وقت التدريبات من المساء إلى الفترة الصباحية، الأمر الذي ساهم في تواضع قدرات لاعبيه بدنياً وذهنياً، وقبل كل ذلك سوء اختياراته الفنية التي جعلت النادي - المنستيري يخسر برباعية عجلت برحيله واسناد المهمة لمساعده الوطني؛ تلك الحقيقة تفيد أن الإدارة المريخية  تتحمل وزر فشل المدرب هاي، ووزر إقالته السريعة، بعدم وضعها الرجل المناسب في المكان المناسب، مع الترسيخ لدعمه في الوقت المناسب.
.    ذكرنا سابقاً أن بعض المدربين باستطاعتهم ادراك مشاكل الأندية منذ وقت مبكر، بالتالي تجاوز ما يمكن تجاوزه قبل وقوع الفأس في الرأس، والدليل على ذلك أن المصري حسام البدري أبعد كل من  سفاري وطمبل وكلاتشي (العائدين من إصابات متفاوتة)، بجانب موسى الزومة وبلة جابر(للاستهتار) لموسم كامل، وكان ذلك عقب الخسارة في جولة رسمية واحدة أمام أنتر كلوب الكونغولي، وقبلها خرج البدري بتصريحات من داخل المعسكر الإعدادي، تفيد أن عاصم عابدين، ومحمد مقدم، وكرونغو وحسن جزيرة، دون قامة المريخ، الأمر الذي جعل الصحافة تترصده فيما بعد، لكن كانت محصلة تلك القرارات الفنية واضحة ومتمثلة في "مريخ الجودة الشاملة والعلامة الكاملة" وفي موسم التتويج بالثنائية قبل العودة لترسيخ فقه الإقالة على الطريقة الكورالية.
.   أيضاً نذكر أن الفرنسي غارزيتو استطاع خلال فترة وجيزة أن يتدارك إخفاقات بعض اللاعبين، وتأثيرها على شكل الفريق، فكانت جولة عزام الأولى تجربة ممتازة للتخلص من تراوري واستهتاره المعروف، فضلاً عن إبعاد بعض للاعبين وحصرهم على المشاركات المحلية على غرار أوكرا والريح علي، فضلاً عن تنبيه كوفي وبقية اللاعبين إلى ضرورة القتال الجماعي على الكرة والصعود والهبوط بنسق أداء واحد، فكان التفوق واكتساح الفرق الأفريقية، قبل أن تعود الإدارة إلى هوايتها المفضلة وتتسبب في خروج الفريق من البطولة الأفريقية، بعد التقاضي عن دعم الدفاع بلاعب من الوزن الثقيل، قبل أن يتفسح هجوم  الغربان بقيادة سماتا في تجاوز قلب دفاع المريخ العجوز علاء يوسف، وقبل كل ذلك بتجريد المريخ من قوته الهجومية المتمثلة في المهاجم بكري المدينة الذي غادر قبل أسبوع من الجولة إلى دبي للعلاج بالحقن الموضعي، مشاركاً في جولة مازيمبي تحت تأثير العلاج، والدليل أنه لم يفلح في تسديد أي كرة على مرمى الخصم، مع الإشارة إلى أن المدرب -وقتها- طالب قبل دخول دور المجموعتين، بتسجيل مهاجم (إيزكال) وصانع لعب(ديديه) ومدافع (إلياسو) وتم أتهام المهاجم والمدافع بالإصابة، وتم تسجيل ديديه على مضض في خانة الهجوم، رغم كونه معروف لدى المدرب بصناعة اللعب، ما جعل الفتنة تنتشر بينه والجمهور المريخي وتتسبب فيما بعد بإقالته.


في القائم
.    إدارة المريخ عليها أن تدرك معنى الحديث أعلاه؛ وعليها أن ترسخ مستقبلاً لمبدأ دعم المدرب بين الجماهير والإعلام، إذ أن الخسارة والتعادل والفوز هي نتائج كرة القدم الطبيعية ولا سبيل للفرار من أحدها.
.    لا يعقل أن يعتاد المجتمع المريخي على إقالة المدرب لمجرد عدم توافق رؤيته مع رؤاهم حول التوليفة ومشاركة زيد وعبيد من اللاعبين.
. والاهم من كل ذلك على الجمهور تشجيع "الفانلة الحمراء" وليس من يرتديها حتى يعتاد على إخفاق ونجاح اللاعبين إذ أن اللاعب إنسان معرض للفشل والنجاح دون الاستمرار في أحد الإثنين والمدرب قد يكون مجبراً على الاعتماد على أحد اللاعبين وتجاهل آخر.
.   عودة غارزيتو تدعم انضباط اللاعبين وتدعم انضباط الإدارة وتدعم أيضاً انضباط الجمهور والصحافة، إذ أن الرجل لا يقبل بأن يتدخل أي كان في شؤون الفريق وعلى الجمهور والإدارة أن تتقبل قرارته مهما كانت حتى لا تتم إقالته بعد شهر أو أقل.
.    مع التنبيه إلى أن خروج غارزيتو من الأدوار التمهيدية أن حدث (لا قدر الله) لا يعني فشل الرجل في مهمة إعادة بناء فريق كرة القدم، ونجاحه في تجاوز هذه الأدوار لا يعني بالضرورة تتويجه بالممتاز والبطولة الأفريقية.

       شبك خارجي
# لا يتعامل التخطيط طويل المدى مع القرارات المستقبلية، بل مع مستقبل القرارات الحالية..!!
Hosssam4H@gmail.com

ما الذي ينقص المريخ فنياً .. وما النقطة التي كلفت هاي منصبه كمدير فني؟!



" دخل فريق المريخ عصر الأمس فعلياً في تفاصيل ومجريات الموسم الجديد سواء أكان ذلك عبر أداء أول جولة رسمية له في الموسم برسم دوري ابطال العرب، أو خلال أحداث تلك الجولة التي شهدت امتعاض الجماهير من شكل وأداء الفرقة الحمراء، رغم الخروج بنتيجة جيدة حسب مباريات ذهاب/إياب، وقبل كل ذلك السخط من طريقة المدرب الجديد في إدارة الشؤون الفنية، حيث كلفه ذلك الإقالة من تدريب الفريق ولكنن بعيدا ً عن قرار الإقالة وتداعياته دعونا ننبش نواقص المريخ الفنية والتكتيكية خلال صفحتكم التحليلية شوط ثالث والتي تجدونها على مدونة
Hossam4H".


تقرير : حسام حامد




خط دفاع يتكئ على قدم واحدة

على الرغم من توفر المريخ على ثلاث مدافعين في الخط الخلفي حسب متطلبات خطة اللعب الجديدة – القديمة ذات الرسم: | 3_ 5_ 2| إلاً أن الأحمر لم يظهر بجودة دفاعية تفيد أن المدافعين الثلاث يشكلون ترسانة دفاعية يصعب المرور منها، أو تجاوزها والأمر مرده ضعف المردود الدفاعي للاعبي الوسط المتأخر بقيادة أمير وعاشور، مع عدم تناسق الأدوار الهجومية والدفاعية لعنصري الأجنحة والمتمثلان في محمد عبد الرحمن والصاوي السماني فنجد أن الثنائي قدما معا مردوداً سيئاً لاسيما الأخير الذي تم تعوضيه بـ محمد حقار ولكن لم يتغير الحال في ظل التوهان  الوظيفي وعدم دعم عناصر الوسط للزميل سواء أكان ذلك في لحظة فقدان الكرة أو لحظة السيطرة عليها، والامر مرده عدم وضوح المهام والتنظيم من قبل الطاقم التدريبي  المقال من منصبه مؤخراً أو لخلل في الاستيعاب الخططي بالنسبة للاعبين لكن الحقيقة تقول أن هنالك فراغات تسل من مهمة الخصم في كل الأحوال.

تباعد خطوط اللعب

كما ذكر في النقطة السابقة فإن أي فريق يريد السيطرة على المباريات عليه أن يظهر الجودة اللازمة في خط الوسط المعروف لدى الفنيين بمنطقة المناورة، ويبدوا أن المناورة المذكورة غائبة عن الرسم التكتيكي والوظيفي للألماني أنطوان هاي، حيث أن الأحمر ظهر بخطوط لعب بعيدة عن بعضها البعض، إضافة إلى استخدام الارتجال الفردي خلال مجريات وتفاصيل جولة جيبوتي والأمر يعود أولاً وأخيراً إلى عدم تجاوب اللاعبين مع توليفة المدرب أو لعدم صرامة الأخير في حسم الخارجين عن الرسم الوظيفي الذي تم تحديده خلال التدريبات، حيث أن المدرب عليه التحكم في أداء فريقيه خلال توضيح المهام بالنسبة للاعبين والأهم من كل ذلك حسم الشذوذ في الأداء من خلال التبديلات أو الإبعاد من المباريات، ولكن في ظل غياب هذه العوامل وعلى ضوء عدم توفر الصبر تمت إقالة الألماني.

الخطة والتنظيم

تنظيم اللعب وتحديد مهام اللاعبين داخل الملعب يجب أن يكون متوفراً لأي فريق يطمح في المنافسة على الألقاب وذلك كما هو معروف يتم خلال التدريبات حيث يوقف المدرب التدريب للتوجيه بأن اللاعب الفلاني يجب أن لا يتجاوز خلال ركضه دائرة المنتصف، ذلك فيما يتعلق بالمدافعين، وبالنسبة للاعبي المحور يكون ركض أحدهم بصورة أفقية والآخر بصورة رأسية، وفيما يتعلق بالأجنحة فالمعروف أن الجناح الهجومي الصاعد يقابله جناح دفاعي هابط أو العكس، فضلاً عن تبادل الأدوار بين لاعبي المقدمة الهجومية مع إعطاء مهام مفتوحة للعنصر الموكل له صناعة اللاعب والتحكم في رتم الأداء، وذلك مالم نشاهده خلال جولات المريخ الأخيرة تحت قيادة مدربه المقال حديثاً أنتون هاي إلاّ لماما، ما يفيد أن هنالك خلل فني كان يجب تداركه قبل فوات الأوان،  وقد يتداركه المدرب الجديد حال وجد التجاوب من اللاعبين والصبر من الإدارة والجمهور والإعلام.





التركيز والحماس

عُرف تاريخياً عن المريخ قوة لاعبيه وحب قاعدته الجماهيرية للعب الحماسي الممزوج بالغيرة على الشعار والقتال على الكرة حتى الرمق الأخير، وذلك الحماس تميز به المريخ بغض النظر عن ماهية الجولة سواء كانت رسمية أو غير ذلك، وتلك النقطة كانت عاملاً مثبطاً للمجتمع المريخي خلال جولة الجيبوتي، ما جعل الجميع يوجهون أصابع الاتهام إلى الاعبين في اتهام صريح وعلني بالتكاسل واللعب بأطراف الحذاء، وعدم القتال على الكرة فضلاً عن الاستهتار بالخصم، وتلك العوامل في المقابل خصمت كثيراً من رصيد المدير الفني الألماني ما كلفه منصبه كمدير فني، فالرجل لم يثبت ما يفيد بأنه على دراية بسوء الحال وطريقة تجاوز هذا الإخفاق والمعروف أن الحل كان يتمثل في إبعاد المتخاذلين والعمل على حصر الفريق والسيطرة على غرفة تبديل الملابس وإلاّ فالإقالة هي المصير المحتوم لاسيما في حال كان المتهم بالتخاذل أكثر من لاعب فضلاً عن عدم توفر بعضهم على الخبرة الاحترافية اللازمة.




الوقت

أي مدرب جديد يحتاج إلى فترة من الزمن حتى يستوعب البيئة الجديدة التي يعمل بها، وأي مدرب جديد يحتاج إلى الوقت حتى تصل فكرته إلى اللاعبين سواء أكان ذلك عبر الطرق المرحلية أو عبر التجزئة أو عن طريق جرعات تدريبية يتم تنفيذها خلال فترة متوقعة من الزمن، فضلاً عن تجاوز الظروف الفنية ومعالجة نواقص الفريق والعمل على حسم الانفلات خلال المباريات وقبل كل ذلك توفر الدعم من قبل الجميع إدارة جمهور ولاعبين فالأيمان بالقائد هو الذي يصنع النصر، وحال توفرت تلك العوامل للمدرب الجديد فالتفوق هو الأمر الحتمي وليس شرطاً أن يكون التفوق عبارة عن بطولة خارجياً فالفريق الذي يقدم كرة قدم جيدة ويسعى للنجاح بخطى حثيثة سوف يصل إلى مراده ولو بعد حين.





مرونة الجهاز الفني


معروف حول العالم أن المدرب الناجح هو الأكثر قدرة على التأقلم مع الظروف والأكثر قوة شخصية والأكثر قدرة على احتواء لاعبيه حتى يعطوه في المقابل الأداء الأفضل، وهو الأمر الذي كان يتحكم في طول أو قصر مسيرة المدرب هاي، حيث أن السيطرة على غرف الملابس بجانب السيطرة على الأخطاء وتلافيها وحسم الاستهتار والفوضى  في الأداء بصورة مبكرة، عوامل كانت ولا زالت توضح مرونة أي جهاز فني، وتوضح أكثر أمكانية تعامل ذلك الجهاز الفني مع الأزمات وتجاوبه مع الحلول التي يتوفر عليها، وإلاً فإنه لن يتخطى أعاصير البدايات في ظل توفر أمواج عاتية يمكنها أن تقودك بدوامة إلى القاع بالتالي الغرق قبل تجاوز نقطة الانطلاق.