ما الذي ينقص المريخ فنياً .. وما النقطة التي كلفت هاي منصبه كمدير فني؟!



" دخل فريق المريخ عصر الأمس فعلياً في تفاصيل ومجريات الموسم الجديد سواء أكان ذلك عبر أداء أول جولة رسمية له في الموسم برسم دوري ابطال العرب، أو خلال أحداث تلك الجولة التي شهدت امتعاض الجماهير من شكل وأداء الفرقة الحمراء، رغم الخروج بنتيجة جيدة حسب مباريات ذهاب/إياب، وقبل كل ذلك السخط من طريقة المدرب الجديد في إدارة الشؤون الفنية، حيث كلفه ذلك الإقالة من تدريب الفريق ولكنن بعيدا ً عن قرار الإقالة وتداعياته دعونا ننبش نواقص المريخ الفنية والتكتيكية خلال صفحتكم التحليلية شوط ثالث والتي تجدونها على مدونة
Hossam4H".


تقرير : حسام حامد




خط دفاع يتكئ على قدم واحدة

على الرغم من توفر المريخ على ثلاث مدافعين في الخط الخلفي حسب متطلبات خطة اللعب الجديدة – القديمة ذات الرسم: | 3_ 5_ 2| إلاً أن الأحمر لم يظهر بجودة دفاعية تفيد أن المدافعين الثلاث يشكلون ترسانة دفاعية يصعب المرور منها، أو تجاوزها والأمر مرده ضعف المردود الدفاعي للاعبي الوسط المتأخر بقيادة أمير وعاشور، مع عدم تناسق الأدوار الهجومية والدفاعية لعنصري الأجنحة والمتمثلان في محمد عبد الرحمن والصاوي السماني فنجد أن الثنائي قدما معا مردوداً سيئاً لاسيما الأخير الذي تم تعوضيه بـ محمد حقار ولكن لم يتغير الحال في ظل التوهان  الوظيفي وعدم دعم عناصر الوسط للزميل سواء أكان ذلك في لحظة فقدان الكرة أو لحظة السيطرة عليها، والامر مرده عدم وضوح المهام والتنظيم من قبل الطاقم التدريبي  المقال من منصبه مؤخراً أو لخلل في الاستيعاب الخططي بالنسبة للاعبين لكن الحقيقة تقول أن هنالك فراغات تسل من مهمة الخصم في كل الأحوال.

تباعد خطوط اللعب

كما ذكر في النقطة السابقة فإن أي فريق يريد السيطرة على المباريات عليه أن يظهر الجودة اللازمة في خط الوسط المعروف لدى الفنيين بمنطقة المناورة، ويبدوا أن المناورة المذكورة غائبة عن الرسم التكتيكي والوظيفي للألماني أنطوان هاي، حيث أن الأحمر ظهر بخطوط لعب بعيدة عن بعضها البعض، إضافة إلى استخدام الارتجال الفردي خلال مجريات وتفاصيل جولة جيبوتي والأمر يعود أولاً وأخيراً إلى عدم تجاوب اللاعبين مع توليفة المدرب أو لعدم صرامة الأخير في حسم الخارجين عن الرسم الوظيفي الذي تم تحديده خلال التدريبات، حيث أن المدرب عليه التحكم في أداء فريقيه خلال توضيح المهام بالنسبة للاعبين والأهم من كل ذلك حسم الشذوذ في الأداء من خلال التبديلات أو الإبعاد من المباريات، ولكن في ظل غياب هذه العوامل وعلى ضوء عدم توفر الصبر تمت إقالة الألماني.

الخطة والتنظيم

تنظيم اللعب وتحديد مهام اللاعبين داخل الملعب يجب أن يكون متوفراً لأي فريق يطمح في المنافسة على الألقاب وذلك كما هو معروف يتم خلال التدريبات حيث يوقف المدرب التدريب للتوجيه بأن اللاعب الفلاني يجب أن لا يتجاوز خلال ركضه دائرة المنتصف، ذلك فيما يتعلق بالمدافعين، وبالنسبة للاعبي المحور يكون ركض أحدهم بصورة أفقية والآخر بصورة رأسية، وفيما يتعلق بالأجنحة فالمعروف أن الجناح الهجومي الصاعد يقابله جناح دفاعي هابط أو العكس، فضلاً عن تبادل الأدوار بين لاعبي المقدمة الهجومية مع إعطاء مهام مفتوحة للعنصر الموكل له صناعة اللاعب والتحكم في رتم الأداء، وذلك مالم نشاهده خلال جولات المريخ الأخيرة تحت قيادة مدربه المقال حديثاً أنتون هاي إلاّ لماما، ما يفيد أن هنالك خلل فني كان يجب تداركه قبل فوات الأوان،  وقد يتداركه المدرب الجديد حال وجد التجاوب من اللاعبين والصبر من الإدارة والجمهور والإعلام.





التركيز والحماس

عُرف تاريخياً عن المريخ قوة لاعبيه وحب قاعدته الجماهيرية للعب الحماسي الممزوج بالغيرة على الشعار والقتال على الكرة حتى الرمق الأخير، وذلك الحماس تميز به المريخ بغض النظر عن ماهية الجولة سواء كانت رسمية أو غير ذلك، وتلك النقطة كانت عاملاً مثبطاً للمجتمع المريخي خلال جولة الجيبوتي، ما جعل الجميع يوجهون أصابع الاتهام إلى الاعبين في اتهام صريح وعلني بالتكاسل واللعب بأطراف الحذاء، وعدم القتال على الكرة فضلاً عن الاستهتار بالخصم، وتلك العوامل في المقابل خصمت كثيراً من رصيد المدير الفني الألماني ما كلفه منصبه كمدير فني، فالرجل لم يثبت ما يفيد بأنه على دراية بسوء الحال وطريقة تجاوز هذا الإخفاق والمعروف أن الحل كان يتمثل في إبعاد المتخاذلين والعمل على حصر الفريق والسيطرة على غرفة تبديل الملابس وإلاّ فالإقالة هي المصير المحتوم لاسيما في حال كان المتهم بالتخاذل أكثر من لاعب فضلاً عن عدم توفر بعضهم على الخبرة الاحترافية اللازمة.




الوقت

أي مدرب جديد يحتاج إلى فترة من الزمن حتى يستوعب البيئة الجديدة التي يعمل بها، وأي مدرب جديد يحتاج إلى الوقت حتى تصل فكرته إلى اللاعبين سواء أكان ذلك عبر الطرق المرحلية أو عبر التجزئة أو عن طريق جرعات تدريبية يتم تنفيذها خلال فترة متوقعة من الزمن، فضلاً عن تجاوز الظروف الفنية ومعالجة نواقص الفريق والعمل على حسم الانفلات خلال المباريات وقبل كل ذلك توفر الدعم من قبل الجميع إدارة جمهور ولاعبين فالأيمان بالقائد هو الذي يصنع النصر، وحال توفرت تلك العوامل للمدرب الجديد فالتفوق هو الأمر الحتمي وليس شرطاً أن يكون التفوق عبارة عن بطولة خارجياً فالفريق الذي يقدم كرة قدم جيدة ويسعى للنجاح بخطى حثيثة سوف يصل إلى مراده ولو بعد حين.





مرونة الجهاز الفني


معروف حول العالم أن المدرب الناجح هو الأكثر قدرة على التأقلم مع الظروف والأكثر قوة شخصية والأكثر قدرة على احتواء لاعبيه حتى يعطوه في المقابل الأداء الأفضل، وهو الأمر الذي كان يتحكم في طول أو قصر مسيرة المدرب هاي، حيث أن السيطرة على غرف الملابس بجانب السيطرة على الأخطاء وتلافيها وحسم الاستهتار والفوضى  في الأداء بصورة مبكرة، عوامل كانت ولا زالت توضح مرونة أي جهاز فني، وتوضح أكثر أمكانية تعامل ذلك الجهاز الفني مع الأزمات وتجاوبه مع الحلول التي يتوفر عليها، وإلاً فإنه لن يتخطى أعاصير البدايات في ظل توفر أمواج عاتية يمكنها أن تقودك بدوامة إلى القاع بالتالي الغرق قبل تجاوز نقطة الانطلاق.