سنفتقد مثل هذه المرونة التكتيكية..!!

×نجح المريخ في الخروج بالنقاط الثلاث من أمام أصعب خصم يكمن ان تواجهه في الممتاز بناءً على تميزه في العناصر والمهارات والمدرب والاستقرار والخبرة والاحتكاك الأفريقي، سواء أكان مع المنتخب الوطني أو في البطولة الكونفدرالية..!!
×قبل ختامي لمقال الأمس قُلت: "نرى أن المريخ قادر هذه المرة على هزيمة هلال الأبيض في ظل توفر عناصر مهارية تجيد الحلول الفردية قبل التكتيكية، فضلاً عن وجود عناصر تستطيع استعادة الكرة بسرعة من الخصم أكثر من فقدانها وهو ملخص ما جعل الفريق يجد صعوبة في التعامل مع الفريق الكردفاني سابقاً" انتهى
×معرفتي بهلال الأبيض وبالمريخ جعلتني أتحدث عن الجوانب المهارية بحيث تمثل الحل الناجع أمام خصم خبير ومتمرس في كرة القدم سبق له أن أذاق المريخ الأمرين داخل ملعبه، ولكن في تلك "الكرة الخاسرة" كان الأخير يعاني في سبيل إعادة وافتكاك الكرة من الخصم، فضلاً عن فقدانه إلى الجانب المهاري في الهجوم ووسط الملعب، ما جعل إخراج الكرة من الدفاع إلى الهجوم مهمة شاقة، ونجد أن الصورة انعكست تماماً خلال جولة الأمس بحيث نجح المريخ في الوصول إلى مرمى اكرم الهادي في اكثر من أربعة مناسبات "سانحة للتسجيل" خلال عشرة دقائق -فقط- من بدء الجولة، وهو أمر يوضح أن التكتيك الذي دخل به مدرب المريخ إلى الجولة يُفصح عن ضرورة قتل المنافس بهدفٍ مبكر، ومن ثم محاولة تعزيزه بآخر لتجنب أي سيناريو قد يحدث، وبالفعل حدث المتوقع حيث ساهم المستوى المهزوز للحارس جمال سالم في ولوج هدفين إلى مرمى المريخ، ونعتقد أن الأوغندي يعاني فعلياً إثر غيابه عن التدريبات كونه مريض بحيث شارك في الجولة بدون تحضير بدني أو ذهني كما نعلم، مع الإشارة إلى غياب البديل في ظل إصابة عصام عبد الرحيم، وفي ضوء تسجيل منجد النيل الموقوف قبل حضوره إلى المريخ وهو تقصير إداري واضح من قبل المجلس الذي فشل في حل تلك المشكلة رغم أن الحارس المذكور أقترب من تَتَمَّة موسمه الأول في القلعة الحمراء.
×مدرب المريخ السابق والذي ودّع الجماهير عقب نهاية الجولة، نجح في فرض شخصيته على مدرب الخصم التقني المميز إبراهومة، بحيث دخل الأخير إلى الجولة بثلاث مدافعين في الخلف وخمس لاعبي وسط ومهاجمين، وهي خطة جيدة مبنية على شكل المريخ في المباريات السابقة، ولكن غارزيتو سبق "الديسكو" بخطوة، إذ أن الأحمر كان يتحول إلى الرسم التكتيكي"5-3-2" لحظة الفقدان الأمر الذي أجبر عناصر الخصم على إفراغ خط الوسط محاولةً للحد من خطورة المريخ على الأجناب حيث يتحول المريخ لحظة الهجوم من" 5-3-2" إلى" 4-2-4" وهي خطة مشتقة من " 4-4-2 " تُفيد بالسيطرة عبر مثلثين على الأجناب، بحيث يكون هنالك لاعبي وسط "التكت، رمضان" يُكملان المثلث مع الظهيرين "باسكال، ضفر" والجناح الهجومي "بكري أو السماني"؛ فيما يكون اللاعب الثالث ترسانة دفاعية أو ما يُعرف بالـ "سنتر هاف باك" المتمثل في الواعد "محمد الرشيد"، تلك الخطة جعلت هلال الأبيض يركض إلى الأجناب بحثاً عن الكرة وفي تلك اللحظة يتم ضرب الكرة في العمق أو تحويلها إلى الجانب الآخر من الملعب، وتلك النقطة بالتحديد جعلت أكرم الهادي يواجه السماني وبكري والمهاجم محمد عبد الرحمن في أكثر من مناسبة وجعلت الدفاع "الكردفاني" يٌكثر من الوقوع في الأخطاء، ولولا عدم التركيز لحظة التسديد لنجح المريخ في الخروج منتصراً بخماسية منذ الشوط الأول.
×على الجانب الآخر لم يستطع مدرب الضيوف السيطرة على منتصف الملعب في ظل بطء حركة فيصل موسى الذي يعتمد على الاستلام والتمرير دون الركض مع المجموعة مع تحول نيلسون للمطاردة لحظة استحواذ المريخ على الكرة وتحول الشغيل إلى زيادة عدد المدافعين لحظة الفقدان، متأثراً بهجوم المريخ بأربعة عناصر كما ذكرنا، بحيث شغلت وسط ملعب الخصم وأرغمته على التراجع للدفاع، في المقابل كانت قوة "هلال شيكان" متمثلة في اللاعب معاز القوز الذي نجح إلى حد كبير في تحريك وسط فريقه معوضاً القائد مهند الطاهر والذي أثر غيابه عن الجولة على شكل الوسط، الأمر الذي جعل ظهيري المريخ يركضان إلى الهجوم دون أي تحسب للهجوم المضاد في ظل اعتماد فيصل موسى على اللعب من العمق وتحول معاز القوز إلى الزيادة الهجومية بحثاً عن اقتناص هدف.

في القائم
×بالرغم من فشل مجلس المريخ في المحافظة على حقوق النادي خلال تعاملاته الطويلة مع الاتحاد العام..!!
×وبالرغم من كون جمال الوالي لم يسبق له التعامل الحاد والحاسم مع قرارات الاتحاد العام سوى موقفه اليتيم بسحب الفريق من كأس السودان في العام ألفين وأحد عشر..!!
×وبغض النظر عن فشله في المحافظة على المدرب بعقد ممتد وملزم يحفظ حقوق ومستقبل الطرفين..!!
×إلاّ أن التراس أولمبيوس مونس لم يوفق في الرسالة التي رفعها خلال مجريات الشوط الثاني من الجولة..!!
×الإساءة أخرجت النقد من مضمونه وفرغت المحتوى من أهميته..!!
×البركان الثائر قدم الكثير للمريخ منذ اندلاعه في مدرجات المريخ محولاً المفاهيم التشجيعية للافضل حاملاً شعارات التغير في المفهوم والمضمون قبل شيء..!!
×بالأمس انعكست الرؤية ولم يوفق الأخوة في المجموعة خلال رسالتهم التي احتوت على جملة واضحة ومسيئة في عُرف المجتمع السوداني كون الرسالة قد كتُبت بالدارجة السودانية وليس الفصحى بغية السجع..!!
×لفظ "حقير" في المجتمع السوداني مفاده معروف ولا يحتاج إلى الشرح وهو أسلوب لن يرد حقاً لصحابه ونرى أن المجموعة جانبها الصواب دون أدنى شك..!!
×مجلس المريخ فشل في معظم القضايا سواء أكانت قضية التجميد أو فشله في إنزال تهديداته بسحب الفريق من أي منافسة يشرف عليها الاتحادين..!!
×فضلاً عن فشله البائن في حل مشكلة الحارس منجد النيل، وفشله في توفير المرتبات للجهاز الفني والمحترفين وفشله في توفير أزياء تليق بالمريخ أو احترافية تليق بالنادي العريق فضلاً عن القصور في جوانب عديدة إلاّ ان (الإساءة) شيء و (الفشل) شيء آخر..!!
×لو أشرف أي مدرب آخر على جولة المريخ وتمسك برسم فني تكتيكي واحد لما خرج الأحمر منتصراً بثلاثية متفوقاً في الأداء فارضاً شخصيته على الخصم..!!
×الأحمر برغم تقبله هدفين من خطأين للحارس جمال إلاّ أنه فرض أسلوبه التكتيكي على الخصم وفرض عليه تقبل الدفاع أكثر من الهجوم وأفرغ خط وسطه من ميزة التفوق العددي حيث تفوق ثلاثة لاعبين من الفريق المستضيف على خمس عناصر من وسط الضيوف..!!
×هو أمر يفسر أهمية أن يكون المدير الفني أكثر مرونة في التعامل مع الخصوم وأن يكون ناجحاً في قراءة الأورق الفنية والعمل عليها خلال المباريات.
×كرة القدم بالنسبة لي متعلقة بالتكتيك الفني وتبادل المراكز والانضباط الوظيفي ومن ثم تسجيل الأهداف عبر الحيل الفنية وجر الخصم إلى فخاخ الأخطاء لذا عندما تحسب عدد المدربين الذين يلعبون بهذه الفلسفة ستجدني في مقدمة المهتمين..!!
×سنفتقد إلى مثل هذه المرونة التكيتيكة واللامركزية الهجومية والدفاعية، ونتمنى أن يكون النجاح حليف غارزيتو وحليف الإدارة في تعويضه بمدرب أفضل..!!

شبك خارجي
# اِحِترِم تُحتَرَم..!!