لم يضع أحد مسدساً في رأسي..!!

×الموسم قبل الماضي شهد تطورات مثيرة في مسيرة الجهاز الفني الذي يشرف على تدريب بطل الدوري الإنجليزي قبل موسمين وحامل اللقب – حالياً - تشيلسي اللندني، حيث حاصرت المشكلات المدرب التأريخي للبلوز البرتغالي جوزيه مورينيو، لاسيما بعد مشكلته مع طبيبة الفريق إيفا كارنيرو تلك المشكلة التي ألقت بظلالها السالبة على عناصر الفريق، حيث تأزم موقف البرتغالي مع عدد من اللاعبين على رأسهم المهاجم كوستا، أولئك اللاعبين الذين قيل أنهم تأمروا عليه حتى تتم إقالته حسب ما جاءت به الصحف في إنجلترا، وعقب إقالة المدرب البرتغالي تمت الاستعانة بالإيطالي أنطونيو كونتي والأخير خرج من يوفنتوس إثر عدم تنفيذ رغبته خلال الميركاتو بالتعاقد مع بعض الأسماء التي حددها لتدعيم الفريق، ما يفيد أن الإدارات قد تحمل المدرب على متن الرحيل من خلال بعض التصرفات وقد يخرج من النادي إثر عدم التوافق بينه وبين بعض اللاعبين، وتجدر الإشارة إلى أن المهاجم كوستا الذي كان قد افتعل مشكلات مع البرتغالي مورينو تلقى رسالة مطلع الموسم الحالي من المدرب الجديد كونتي يخبره فيها أن يبحث عن نادٍ جديد لأنه بات خارج حساباته لهذا الموسم، الأمر الذي يفيد أن اللاعب في طبعه مثاراً للمشكلات رغم مستواه الفني المميز، وعليه فإن الظروف المحيطة بالأندية تسبب في أحيان كثيرة في مغادرة المدرب للبحث عن مغامرات أخرى كما حدث مع الاسباني جوارديولا الذي يريد تنفيذ مشروع كبير رفقة مان سيتي وإدارته التي باستطاعتها تأمين أي مبلغ لأي صفقة على غرار مفاوضاته الحالية مع نجم برشلونة ليونيل ميسي صاحب الـ 340 مليون يورو في شرطه الجزائي، كما أن التتويج بالثلاثية أو التتويج بالعاشرة لم يعفي إدارتي مدريد وبرشلونة من التخلص من أنريكي وانشيلوتي دون أي افتعال للأكاذيب وترويج للشائعات التي تتهم الإدارة بعدم سداد المستحقات أو تتهم المدرب بالكذب حول تلقيه الرواتب من عدمه، علماً أن المحاكم الرياضية المختصة باستطاعتها اثبات إي الطرفين على حق دون أي ضوضاء كما يحدث في السودان، حيث سبق لبعض اللاعبين والمدربين أن حصلوا على حقوقهم المالية عن طريق قرارات من الفيفا، رغم كل ذلك إلاّ أن التجريم هو سمة أضحت ملازمة لأي مدرب أو لاعب يبحث عن تجربة جديدة تريحه على المستوى الشخصي والفني والمادي وتأمن مستقبله أو تضعه في مغامرة جديدة كما حدث مع البرازيلي نيمار الذي قال عنه الجمهور الكتلوني المتعصب بأنه "كلباً للمال" عقب دفع قيمة شرطه الجزائي البالغة 222 مليون يورو عقب تعاقده مع البي أس جي.
×في المريخ لا يختلف الحال كثيراً ولكن هنالك بعض التصرفات الزائدة عن الحد من خلال تجريم أي مدرب أو لاعب يريد الرحيل، وسبق أن كتبنا مئات المقالات عن أزمة التدريب في القلعة الحمراء وحتى على مستوى الموسم الحالي كنا قد طالبنا الإدارة ناصحين بضرورة التعاقد مع المدرب الفرنسي بشروط محددة ولأكثر من موسم تحفظ لكل طرف حقوقه، كما يحدث في كل دول العالم إلاّ أن تغبيش الحقائق وتحوير الاتهامات باتت سلعة تتم المتاجرة بها حسب ظني، حتى لا يقال أن جهة بعينها قد قصرت في واجبها تجاه الفريق او المدرب أو اللاعب على اعتبار ما قدمته من جهود سابقة لا تحتاج الإشارة إليها ولن يتم اختزالها لمجرد مشكلة عابرة مع مدرب أو لاعب، وعليه فإن المريخ هو الجهة التي فشلت في المحافظة على المدرب بعقد يمتد لأكثر من موسم بشروط محددة أو شرط جزائي في حالة الإخلال بأحد بنوده، ففي مثل هذه الحالة حتى ولو قرر المدرب الهروب أو الرحيل أياً كانت صفة المغادرة، فإنه ملزماً بدفع الشرط الجزائي سواء أكان من جيبه الخاص أو من النادي الذي ساعده في المغادرة بتوفير المغريات من مرتبات أو نثريات أو قيمة عقد أو صفقات لاعبين مميزة، ومشروع كروي طموح، أو جلب أسرته من بلده الأم حتى يعمل بنفيسات مرتاحة ومعنويات مرتفعة.
×بغض النظر عن كل الملابسات أعلاه، فإن المجتمع المريخي أو البيئة المحيطة بكرة القدم في نادي المريخ بيئة غير صالحة للمدربين إذ أن المشكلات ظلت تحاصر أي مدير فني ساقته أقداره للإشراف على الفرقة الحمراء حيث يتهم في ابنه أو في شخصه أو لسانه أو تعنته أو حدة تعامله أو عجرفته أو عدم قبوله بالموز والفاكهة التي يريد الجمهور تقديمها للاعبين عقب التمرين، أو رفضه جلوس أكثر من شخص حول الفريق أو رفضه إلقاء الخطب الرنانة من الإداريين للاعبين بين الشوطين أو قبل المباريات أو تعنته بعدم دخول أي شخص خلافه إلى غرفة تبديل الملابس بين الشوطين حتى يقوم بمخاطبة اللاعبين وتحمليهم ضغوطاً جديدة بتعديل النتيجة خلال الشوط الثاني بالتالي قلب الطاولة على الفريق الخصم، وهي أحداث ظلت ماثلة في الذاكرة تفيد أن الخواجة -أياً كان أسمه- الذي لا يعرف غير لغة المنطق والانضباط لن يستطيع التأقلم مع البيئة العدوانية للفريق إلاّ في حال تميز بشخصية قوية على غرار كروجر – البدري – غارزيتو ورغم ذلك فالترتيب للإقالة سيكون حاضراً عند أي إخفاق حتى لا يتم تحميل الفشل للإدارة وحدها، والدليل على ذلك كوننا نادراً ما نقرأ خبراً في الصحف يفيد بأن الإداري الفلاني يقول بانه يتحمل الإخفاق بسبب تأخر سفر الفريق أو فشل المعسكر التحضيري مطلع الموسم او الفشل في توفير الأسماء التي حددها المدير الفني خلال الميركاتو، بل على العكس يخرج للعلن ويقول وفرنا جميع سبل النجاح للاعبين والمدير الفني ولا يوجد عذر مجهضاً حقيقة أن كرة القدم تدور حول جميع النتائج.
×عقب سؤاله خلال الموسم الحالي عن مستقبله مع تشيلسي قال الإيطالي كونتي أنه مستمر مع الفريق لفترة طويلة قد تستمر أربع سنوات حال نجح في تجاوز المشكلات وقال أنه وجد بيئة جيدة للعمل رغم أن ذلك العمل كان يسير ببطء أحياناً إلاّ أنه يطمح في التطور المستمر، وقال كذلك أن الموسم الماضي كان صعباً رغم تتويجه بالدوري ولكن " لم يضع أحد مسدساً في رأسي قائلاً لي إما أن تكسب أو ترحل" وأضاف أنه لا يعد بشيء غير تحسين مستويات الفريق والتطور للأحسن في موسمه الحالي.

في القائم
×قول الإيطالي كونتي أن أحداً لم يضع مسدساً في رأسه مهدداً بالكسب أو الرحيل يلخص ما يحدث في المريخ خلال السنوات الأخيرة..!!
×الجميع يحاصر المدرب للفوز بجميع المباريات وحال تعثر بالتعادل فالمدرب سيء والتشكيلة سيئة ويجب التخلص منه وإعطاء فرصة لعناصر الصف الثاني مع التخلص من عناصر الصف الأول والبدء خلال الموسم الجديد بمدرب قليل الخبرة التدريبية للإشراف على تلك العناصر البديلة..!!
×يعود المريخ إلى ملعبه أمسية اليوم برسم الدوري الممتاز ونرى أنه قادر هذه المرة على هزيمة هلال الأبيض في ظل توفر عناصر مهارية تجيد الحلول الفردية قبل التكتيكية، فضلاً عن وجود عناصر تستطيع استعادة الكرة بسرعة من الخصم أكثر من فقدانها وهو ملخص ما جعل الفريق يجد صعوبة في التعامل مع الفريق الكردفاني..!!

شبك خارجي
# نتمنى التوفيق لغارزيتو وكذلك لمدرب المريخ الجديد..!!
Hosssam4H@Gmail.com