البطولة العربية.. الخروج عن دائرة الغرض..!!


×عقب قرار الفيفا القاضي بتعليق النشاط الرياضي السوداني، بالتالي إبعاد المريخ من منافسات الكاف قُبيل ساعات من موعد جولته أمام النجم الساحلي، واعتباره خاسراً بثلاثية نظيفة وإعلان تأهل النجم وفيرفيارو، أصيب المجتمع المريخي بإحباط كبير قياساً بكون الفريق أقترب من التأهل إلى الدور القادم رفقة الليتوال، وعقب القرار الثاني برفع العقوبات عن السودان وتقديم المريخ وهلال الأبيض التماساً إلى الكاف بالعودة والمشاركة بناءً على كون الهلال يملك عشر نقاط متفوقاً على أندية مجموعته بالكونفدرالية، وقياساً على كون المريخ يمتلك سبع نقاط متفوقاً على المتأهل حسب القرار "فيرفيارو" حيث أن الأخير لازال يملك خمس نقاط مع اعتبار أن الكاف لم يقل أن الخسارة بثلاثية تحول النقاط الثلاث للنجم أو فيرفيارو، بالتالي تلك التعقيدات رفعت آمال الجمهور المريخي بإمكانية الاستمرارية في الأبطال، وحال تحقق ذلك سيرتفع سقف الطموحات، وفي حال حدث العكس سيلقي الأمر بظلاله على البطولة العربية تعويضاً عن التأهل الأفريقي.
×اعتدنا في الوسط الرياضي عامة، والمريخي على وجه الخصوص، مطالبة أي بعثة كروية تذهب خارج السودان بحتمية العودة باللقب، حتى وإن كانت المشاركة ودية أو رمضانية؛ علاوة على أن المباريات التحضيرية بداية الموسم تكون وبالاً في أحيان كثيرة على الأجهزة الفنية واللاعبين، حيث أن خسارة أي مباراة في أي معسكر إعدادي يشعل نيران الحوار في المجتمع المريخي بشقيه الإعلامي والجمهوري، وأذكر أن بعض المدربين تم التقليل من شأنهم لمجرد صيام الفريق عن التسجيل خلال ثلاث مباريات تحضيرية رغم كثافة الفرص التي خلقها الفريق مجموعاً خلال تلك المباريات، كما أذكر أن بعض المدربين تم التقليل من طريقة عملهم بسبب أن الفريق يفوز بعدد كبير من الأهداف في المباريات التحضيرية دون أن يقترن الأمر بنظافة الشباك حيث أن الفريق تقبل أهدافاً في كل مبارياته التحضيرية.
×طبيعة الجمهور والإعلام التي تفرض ضغوطاً دائمة وغير منطقية حول الفريق تؤثر بصورة مباشرة على استقرار الفريق من النواحي الفنية والإدارية، بحيث تؤثر على الثبات الفني والتخطيطي في شخصية اللاعبين الجدد من خلال المطالبة بحتمية النجاح من أول لمسة للكرة، دون النظر إلى عوامل الانسجام وتشرب الأوامر الفنية وما إلى ذلك، الأمر الذي ساهم في توقف مسيرة عدة مواهب واعدة في فتراتٍ سابقة، فضلاً عن إتهام المدرب بمحاربة الشباب وترصد مشوارهم مع الفريق حال قرر الدفع بهم على طريقة الجرعات الفنية ليجنبهم الضغط الإعلامي والجماهيري عند الفشل أو النجاح على حدٍ سواء.
×النظر إلى تلك المعطيات بعين فاحصة وعقل يجيد ترتيب الاحداث والبراهين، سيجد أن الأحمر مطالب بالفوز خلال جميع مبارياته في البطولة العربية، وذلك الفوز يجب أن يكون مقروناً بإبعاد الأسماء التي ظل الجمهور يطالب بإبعادها من التوليفة الأساسية بسبب إخفاق سابق مترسخ في ذاكرة الجمهور، أضف إلى ذلك ضرورة أن يقترن ذلك الفوز بالعرض والأداء مع مراعاة عدم اهتزاز الشباك حتى ولو نٌقض الهدف لداعي التسلل، فضلاً عن الانتصار بثلاثية مقابل هدفين، إذ أن الجمهور يحسب الأمر إشارة مباشرة إلى فشل العناصر، والخطة، والمدرب، وطريقة اللعب، والطاقم الإداري حول الفريق، ما يترتب عليه ثورة تطالب برأس المدرب، أو بتوليفة أساسية جديدة خلال المباراة القادمة وهكذا...
×قبل فترة قليلة كان المريخ غير مؤهل للفوز بالبطولة الافريقية، ذلك عقب تواضعه أمام فيرفيارو بموزمبيق وخسارته من النجم بأم درمان، وبمجرد الفوز على الموزمبيقي خلال جولة الرد والعودة لاكتساح الهلال بهدفي الغربال، وإخراجه من المنافسة نصراً مقروناً بالأداء إلاّ وتحول ذلك المريخ غير المؤهل إلى فريق قاهر ليس بمقدور أي خصم هزيمته، وعليه فإن الفوز خلال جولة الافتتاح بالبطولة العربية أمام الهلال السعودي الذي سيشارك بالأولمبي مطعماً بالأساسين حسب قرار الجهة المنظمة التي ترفض المشاركة بغير الفريق الأساسي، وحسب رأي مدربه الارجنتيني رامون دياز الذي يري أن البطولة تتعارض مع المنافسات استحقاقات الفريق الرسمية، سيعني ذلك الفوز بصورة مباشرة للجمهور والإعلام أن فوز المريخ باللقب مسألة وقت ليس إلاّ، حسب العقلية المعروفة – المتعجلة والمتعطشة للنتائج والألقاب يحركها الصراع البيزنطي بين المريخ والهلال حول التتويج بالألقاب الخارجية، حتى ولو كانت المنافسة ذات طابع حبي أو رمضاني أو كانت بطولة تكريمية خلال الفوز بمباراة واحدة احتفالية، وعليه فإن مهمة بناء فريق في مثل هذه البيئة العدوانية تشابه إلى الحد البعيد صيد الفراشات بأيدٍ عاريتين..!!
×الظروف التي تحيط بالموسم الكروي السوداني من تداعيات التدخل السياسي في الشؤون الكروية، فضلاً عن جمعية الاتحاد العام وإمكانية تمديد فترة اتحاد معتصم جعفر الحالية كما حدث سابقاً نكاية من الفيفا في التدخل السياسي في أمور كرة القدم، سيؤثر بظلاله السالبة على المريخ، وعليه فإن واقع الأحداث يتطلب منا الحكمة في التعامل مع الظروف المحيطة، ومحاولة ترسيخ بناء الفريق والبحث عن متانته، بحيث أمكانية فوزه مستقبلاً بالألقاب أو على الأقل ديمومة مطاردته المراكز المتقدمة، متسلحين بصعوبة تكرار رؤية المريخ خارج التنافس منذ الأدوار الأولية..!!
 
في  القائم
×المريخ يمتلك حالياً عدد من العناصر الشابة الموهوبة والمميزة التي يمكن أن تكون مشروعاً لبناء منتخب السودان القومي، علاوة على المريخ المستقبلي الذي سيكون مدعوماً بعنصر الاحتراف الأجنبي ما يفيد أن المستقبل يبدأ الآن وليس غداً..!!
×المشاركة في البطولة العربية تعويضاً عن الخروج الأفريقي أو بحثاً عن تتويج قسري يمكن أن تكون قاصمة ظهر الاستقرار حال لم نتعامل مع الأمر بعقلانية..!!
×حديث غارزيتو للاعبين عن رفع الطموح للفور باللقب الجمهور غير معني به، إذ أن حديث الأستاذ مفاده رفع نسق الأداء واضفاء الحماس والروح القتالية لدى اللاعبين - التلاميذ، لكنه يمثل سقف طموحات جاهز للإعلام والجمهور سيستخدم فيما بعد لمحاسبة المدرب على غرار حديثه عن حاجة المريخ إلى شهرين للظهور بمظهر منسجم قبل أن يفسره البعض بطريقة أخرى..!!
×البطولة العربية فرصة طيبة للإعداد والاحتكاك بالفرق العربية العريقة، فضلاً عن كونها فرصة ممتازة لتجريب المواهب الشابة والمضافة مؤخراً بجانب عودة المصابين وعناصر الصف الثاني حسب رأي المدرب غارزيتو الذي قال بأن الجميع سيجدون فرصة المشاركة..!!
×إضافة إلى كونها تحدٍ جديد للمدرب حيث سبق له القول ان أقل مرحلة وصل إليها في طوال مشواره في الدوري الأبطال الأفريقي هي مرحلة المجموعات، ومن الصعب عليه تقبل مركزاً أقل من ذلك.. وعليه فإن طموح المدرب سيؤثر لا محالة على طموحات لاعبيه إذ ان القاعدة تقول: "سرعة الفريق من سرعة مدربه وقوة الفريق هي قوة مدربه وجودة الفريق هي جودة مدربه".
×نطالب الجمهور بعدم تحميل الفريق أكثر من طاقته، كونه فريقاً حديث البناء قياساً بالمعطيات وليس الاسم الكبير، وعليه كذلك أن يلتزم بجانبه المعنوي بعدم التقليل من شأن اللاعبين الشباب حال ظهروا بمظهر غير لائق خلال البطولة لقلة الخبرة أو لأي سبب آخر كما عليه أن ينظر لتطور الأداء والمستويات والفائدة الإجمالية من المشاركة دون النظر إلى حتمية الفوز باللقب.
×كرة القدم علمتنا أن الفرق غير المرشحة يمكن أن تفوز باللقب، والفرق الجاهزة يمكن أن تخرج بسبب صافرة ظالمة او هدف تسلل أو ركلة جزاء متهورة من مدافع أو إضاعة فرصة من مهاجم، وعليه فأن المشاركة من أجل اللقب وحده ليست منطقية وفرض الضغوط على الفريق لن تفيد مستقبله وحاضره الفني..!!
 
شبك خارجي
# التعامل بعقلانية ضرورة مرحلية..!!