التأهل.. التأهيل والتأصيل..!!



التأهل.. التأهيل والتأصيل..!!
×وجود المريخ ضمن المجموعات الأربع من منافسة دوري الأبطال في نسختها المستحدثة، يجب أن يُغرينا في المقابل إلى أستحداث بيئة مختلفة حول النادي العريق؛ بيئة تكون صالحة لتطور كرة القدم على المستوى الآني والمستقبلي، وذلك يكون بوضع خطط وتصورات لما يمكن حدوثه في الموسم الحالي، ودراسة تأثيره على القرارات الإدارية والفنية، ومدى تعاطي الإعلام والجمهور مع الأمر، إذ أن التأهل إلى الدور المقبل لا يعني بالضرورة نهاية المشاكل المحيطة بالفريق، ولا يعني نهاية الضغوط التي ظل يمارسها الإعلام والجمهور على الجهاز الفني واللاعبين، رغم كون الأحمر فريق صاعد المستوى، حال نظرنا له من منظور توفر الاستقرار التدريبي والإداري خلال السنوات الأخيرة، ما يترتب عليه استقرار الخطط والشكل العام والنظام وثبات نوعية كرة القدم التي يلعبها الفريق.
×المجتمع الرياضي المريخي يتعاطي مع الواقع بصورة هشة جداً لاسيما مجتمع القمة، حيث أن التأهل إلى دور المجموعات يعني للأزرق نهاية المشكلات الإدارية والفنية حول فريق كرة القدم، بالتالي نهاية أزمة الإقالات المتكررة والتعادلات المحلية، ولكن بمجرد تعثر الفريق في الدوري الممتاز أو فشله في الترقي للدور القادم - مثلاً - سيعني ذلك هدم البناء فوق رؤوس اللاعبين ومدربهم المغضوب عليه، من قبل الإدارة مدعومة بالإعلام، الذي يقود هو الآخر  الرأي الجماهيري للضغط على ثبات وتطور الفريق ويؤثر على مسيرته؛ وحال تأهل المريخ –مثالاً-  وخرج الهلال، فالقيامة الزرقاء ستقضي على الأخضر واليابس و(ستتطاير الأكياس في الآفق)، والأمر نفسه ينطبق على البيئة الحمراء، إذ لا يفصل بين المجتمعين المريخي والهلالي من حيث عشوائية البناء والتخطيط وتداعيات الخسارة ومن حيث التعاطي مع واقع كرة القدم السودانية سوى شارع العرضة؛ ولا يتأثر من تلك الجلبة سوى العقلاء في معسكري النقيض.
×المريخ كرر تعاقده مع المدرب غارزيتو في خطة أسعافية عاجلة مفادها فشل الجهاز الفني الأسبق تحت قيادة أنتوني هاي، الذي نعده فشلاً لسوء أختيار الرجل المناسب، كما سبق وذكرنا؛ بالتالي التعاقد مع الفرنسي وأبنه لا يعني حتمية تتويج المريخ بالألقاب، سواء أكانت محلية أو خارجية، ويكفي – مثالاً - أن هنالك فرق تسعى بديمومة إلى التتويج بالألقاب ولا يحالفها الحظ، رغم توفرها على الجاهزية الفنية والخططية، علاوة على الاستقرار في بيئة كرة القدم، وقبل ذلك الجوانب المالية، كما ظل يحدث مع أرسنال وكما حدث مع ليفربول وتوتنهام قبل موسمين، وحتى المنتخبان الغاني والعاجي في بطولة افريقية للأمم، ويكفي تتويج كوت دي فوار بعد نهاية جيلها الذهبي.
×إذ أن التتويج بالألقاب يحتاج إلى التوفيق، وقبل ذلك التحضير والتجهيز والاحترافية، ما يفيد بأن فشل المريخ في المنافسة على الألقاب ليس بالضرورة أن يكون تأكيداً على سوء فريق كرة القدم أو فشل مدربه، فالمؤشر الأهم هو نوعية كرة القدم التي يقدمها، وماهية الطريقة التي يتم بها تنفيذ الخطط، فحال كانت كرة القدم مميزة تفتقر للنتائج مثلما يحدث مع مانشستر مورينو الذي يقدم كرة ممتازة ونتائج سيئة، فذلك الأمر لا يعني فشل المدرب واللاعبين على الأرجح، إذ أن السير في طريق التطور يمر بتجويد الخطة وتتطوير جودة الفريق افراداً وجماعة، فضلاً عن تطوير أسلوب تدوير الكرة وإعادة تدويرها خلال المباريات والتدريبات، إضافة إلى تطوير عقلية اللاعبين الشباب وحصولهم على الثقة، وبعد ذلك فالبطولات ستأتي ولو بعد حين
.
×في السودان هنالك مقياس ثابت لنجاح موسم فريق كرة القدم، يتمثل ذلك المقياس في ضرورة التفوق (كسر رقبة( على الند التقليدي من خلال الذهاب بعيداً في الأبطال، أو على الأقل التفوق عليه في النتائج، مثلما حدث خلال التأهل الأخير حيث أن تفوق المريخ على الخصم النيجيري برباعية تأريخية هو تفوق ضمني على الأزرق الذي تعادل في جولته الأفريقية في ذات المرحلة مع بورت لويس الموريشصي؛ ما يعني تفوق الأحمر وتحول الأزرق إلى حصالة متوقعة لأندية المجموعات حسب رأي الأفراد وبعض الجماعات، وحال تفوق المريخ على هلال كادوقلي ليلة الغد وخسر الهلال جولته القادمة في الممتاز، فذلك الامر يقودنا مباشرة لاكتساح أندية الدور القادم أفريقياً قياساً على ما يحدث في نقاشات جماهير كرة القدم السودانية، تلك الجماهير التي تنقاد إلى سطحية الإعلام والإعلام المضاد، دون أن تستخدم المنطق العقلاني في التعاطي مع واقع الفريق الذي تحب.
×تأهل المريخ يجب أن يقودنا إلى استمرار إعادة تأهيل فريق كرة القدم وبيئته الفنية التي عانت كثيراً من التعرية وصلت مرحلة التصحر في بعض الأحيان، فضلاً عن تأهيل الجانب الاحترافي ودراسة دور المدربين في توقيع المواهب الشابة عقودات مستمرة مع التطور، لاسيما والمريخ فقد العديد من لاعبيه الشباب لصالح أندية الممتاز بسبب غياب المدرب/الأستاذ الذي يأخذ بيد اللاعبين/التلاميذ الصاعدين أو الواعدين، وتلك النقطة تفيد بامكانية صناعة جيل مميز للمريخ من المجموعة الحالية والصناعة تعني الاستمرار والتصاعد في المستوى ودونكم ما حدث لعناصر المريخ في الفترة ما بين ذهاب غارزيتو وعودته إلى القلعة الحمراء، فهل أختلفت أسماء اللاعبين أم أختلفت طريقة تحضيرهم للمباريات؟! والجيد في الأمر أن الإجابة على ذلك السؤال لا تحتاج منا استخدام قوانين نيوتن حول الجاذبية الأرضية وبنية الكون، أو إلى استخدام تعقيدات نظرية أيلون ماسك لغزو كوكب المريخ مستقبلاً. 
في القائم
×تأصيل المذكور أعلاه؛ يقودنا إلى كتابة عقد جديد مع التطور، فالأرض لن تتوقف عن الدوران لمجرد خروج المريخ من الأبطال، أو حال خسارته الدوري..!!
×لكن المريخ ذات نفسه سيتوقف عن الدوران - ولو موقتاً - حال استقالت الإدارة أو تمت إقالة المدير الفني كما تجري العادة عند الإخفاق..!!
×أي نعم المريخ لن يتأثر بذهاب أحد، وسيعود كما كان ولو بعد حين، لكن الوقت لن ينتظر والأندية الأخرى لن تنتظرنا وسنظل ندور في حلقة مفرغة..!!
×التفوق يحتاج إلى تطوير الموجود قبل التفكير في المفقود ، فالبناء فوق المعطيات الحالية يعني التعاطي مع المستقبل بصورة إيجابية تنم عن عمل مخطط له ومستمر، يحمل في جوفه الحلول للمطبات والغيابات وما إلى ذلك..!!
×نريد مريخاً دائم المطاردة للألقاب، كثيف التواجد في الادوار الختامية، كثير الحصول على الميداليا -الفضية- وقبل كل ذلك نريد – الذهبية- والمركز الأول مع التشبث به..!!
×عندما وصل الأحمر إلى نصف النهائي قبل موسمين طالبنا بالمحافظة على ذلك الأرث والبناء عليه وحالياً نريد الترسيخ لذات الأسلوب..!!
×المريخ يحتاج إلى التحضير المميز لدور المجموعات والجهاز الفني لم تسعفه المباريات والبرمجة لالتقاط الأنفاس..!!
×حال فشلنا في التتويج بالبطولة الأفريقية أو العربية أو المحلية يكفينا الخروج للموسم القادم بفريق كرة قدم يرعب القارة..!!
شبك خارجي
 # إذا كان هناك من يستحق أن يكون خصماً لنا فهو - الخطأ - ولا يوجد أجمل من الفوز عليه..!!