للبناء.. ما هي آخر مرة وصل إليها المريخ إلى النهائي الأفريقي؟

كلام في الشبك

للبناء..!!

×أولاً: وقبل الشروع في كتابة مقال اليوم، أود الترحم على روح الصحفي المريخي: أحمد الحبو؛ الأستاذ أحمد الحبو للذين لا يعرفونه، كان يكتب مقالاً بعنوان ’’للبناء‘‘ على صفحات الحبيبة “صحيفة المريخ”، قبل أن يغادر الفانية في العام (2010)؛ ذلك المقال الذي أبتعد صاحبه عن التهاتر والمناكفة وأكتفى تماماً للكتابة الهادفة جاعلاً حروفه معولاً للبناء ترسيخاً للقيم الفاضلة، نسأل الله أن يجعله من أصحاب اليمين.
×يقول البعض لا تندم على ما فات؛ لكنني أرى أن الندم على مافات يكون من خلال تقيم الأوضاع وقياس التجربة والتحقق من حجم الفائدة وحجم الخسائر، حتى نبدأ من جديد بشكلٍ يساهم في تلافينا القصور، وتجاوزنا آثار الإخفاق، ومن ثم النجاح قياساً على ما فات؛ إذ أن تلك الرؤية كانت ولا زالت تساهم بصورة أو بأخرى في استمرار وتكرار كتابتنا عن الحاضر بصورة تتعاطى مع السوابق، آملين تجاوز أي سلبيات يمكن لها أن تعيدنا إلى نقطة الإنطلاق مرة أخرى.
×أمس كتبنا عن أمكانيات الفرنسي غارزيتو في بناء الفرق، واستصحبنا تجاربه بدولتي أثيوبيا والكونغو، كما ذكرنا بأنه تباهى بصناعته فريقاً ينافس على البطولات قبل موسمين، فريق البطولات الذي كان يتمثل في مريخ نصف النهائي، لكن الأهم من كل ذلك هو رؤيتنا لواقع الحال المريخي، وضرورة معرفة أين نحن من أندية كرة القدم في القارة الأفريقية، هل فريقنا منافس دائم على لقب الأبطال؟ وهل وصولنا إلى مرحلة المجموعات ظاهرة تتكرر موسمياً؟ وهل وصلنا إلى النهائي وخسرنا اللقب أكثر من مرة كما يحدث مع الأندية دائمة الوجود في المراحل الختامية؟ هل توج فريقنا بلقب الأبطال لأكثر من مرة؟!
×ما هي آخر مرة وصل إليها المريخ إلى النهائي الأفريقي؟ وهل فريقنا مرشح دائم للتويج خارجياً من قبل الخبراء، وهل تكفي مشاركات المريخ المتقطعة في الادوار النهائية للحكم على الفريق بالجودة والقيمة الفنية العالية والمنافسة على الألقاب الخارجية؟! وقبل كل هذا وذاك هل يتوفر فارق فني كبير بين المستويات التي يقدمها المريخ في الدوري المحلي وبين بقية الأندية المحلية على غرار تفوق باريس في فرنسا وواكستاح البايرن للبطولات في المانيا، وقيمة مازيمبي قياساً بأندية الكونغو؟!
×هل نحن فريق يشابه توتنهام وارسنال والاسماعيلي المصري والخرطوم الوطني واهلي شندي وروما الايطالي ونابولي واتلتيكو مدريد وفلنسيا، فريق من نوعية الفرق الطامحة للمنافسة بصورة دائمة على اللقب، حال أخذنا الأمر بالمشاركة في البطولة الأفريقية؟ وقبل الإجابة على تلك الأسئلة.. هل تتويجنا بكأس مانديلاً والتواجد في نهائي الكونفدرالية والادوار الختامية لدوري الأبطال والتتويج المتكرر بلقب سيكافا، يعني حتمية تتويجنا بكأس الأبطال نكاية في زرقة السماء وبياض دولايب الند التقليدي الخاوية من الألقاب الخارجية؟!
×قبل الشروع في الأمُنيات والأحلام الخارجية وقبل التباهي بقدرات عائلة العم غارزيتو في صناعة فرق البطولات، هل نحن لها؟ هل يمكننا أن ننافس على الأميرة السمراء بفريق خرج لتوه من موسم خاسر دون أن يتوج بأي لقب؛ فريق عانى الأمرين في سبيل التوفر على تشكيلة أساسية مستمرة لأكثر من موسم طيلة سنواته الماضية؟، فريق لم تلعب بعض عناصره مبارتها الخارجية أو الدولية رقم عشرين حتى اللحظة!!
×فضلاً عن مشاركة بعضهم لأول مرة في منافسة دوري الأبطال، وبعضهم لم يسبق أن أختير ضمن المنتخب الوطني لبلاده، مع العلم أن صناعة الفرق تحتاج إلى توفر عوامل النجاح، ولكن هل توفرها دون الصبر ودون التعاطي العقلاني مع الخسائر ودون التأثر بمكايدات الأهلة وشماتة الاعداء، ودون ضغط من الصحافة على البناء الليين الذي يشيد فيه المدير الفني، يعني الاستمرار في ملاحقة صدارة أندية القارة السمراء والتمسك بقمتها؟!
×نعم المريخ توفر على مدرب، ونعم ذلك المدرب بإمكانه قيادة الفريق نحو الأدوار الختامية، ونعم بإمكانه صدارة مرحلة المجموعتين، والوجود بنصف النهائي.. لكن ثم ماذا بعد؟ هل سيتسبب الخروج من أي مراحل البطولة في إقالة المدير الفني؟ وهل خسارة الدوري تعني بالضرورة نهاية رحلة الفرنسي غير مأسوفاً عليه؟ وهل ستطارده لعنات المريخاب لمجرد الخسارة من هلال الأبيض أو هلال الجبال أو هلال العاصمة لافرق؟!
×وهل ستتعاقد الإدارة مع الفرنسي بغية التتويج بخمس بطولات تفوق خماسية أنتر ميلان الذي صنعته أيدي البرتغالي مورينهو، وهل نطالب الرجل بصناعة برشلونة يشابه برشلونة بيب حتى يتوج بسداسية جديدة تبهر عشاق كرة القدم حول العالم، هل نطالبه (كسر رقبة) بالحصول على جميع الألقاب في الوقت الذي نفتقد فيه فريق كرة قدم، فريق باستطاعته نقل 20 تمريرة صحيحة دون أي خطأ، هل لدينا فريق يجيد التعامل أي خطة ومع أي خصم وهل لدينا بدلاء بقيمة الأساسيين، هل لدينا طرف أيسر ممتاز وهل سيقدم رمضان ذات الملامح التي قدمها مع المريخ في الموسم(2015).
×هل يمكن للفرنسي صناعة كوفي جديد من شخصية السماني الصاوي، أي نعم الفرنسي ذكر أن الخامات التي توفر عليها حالياً أفضل من التي توفرت في تجربته الأولى في القلعة الحمراء، لكن هل ستساعده الظروف في صناعة فريق جيد من هذه الخامات؟ نعم الفرنسي سيفعل؟ لكن ماذا لو وقفت ضده الظروف؟ ماذا لو خرج الفريق قبل وصوله دور المجموعتين، ماذا لو ذهبت لجنة التسيير، وقبل كل هذا وذاك هل ينجح الرجل في السيطرة على فترة الإحلال والإبدال القادمة علماً أنه قد شرع فعلياً في تحديد شوغر الفريق بحديثه عن حاجاته إلى مهاجم سوبر، فضلاً عن عدم اتضاح الرؤية على الطرف الأيسر وقلب الدفاع وصناعة اللعب.

في القائم
×المريخ يمر بفترة صناعة وهو موسم عنوانه - البناء - لقادم المواسم، وحال توفرت للفريق فرصة التتويج لابأس بذلك.
×إن لم تتوفر علينا في أسوأ الفروض المحافظة على سقف البناء حتى نشيد فوقه طابق جديد يعننا على التتويج في المستقبل، وهكذا حتى نصل مرحل الثبات في الشكل والعنوان والمضمون وتشيد الصرح الذي نريد.
×الإجابة على الأسئلة أعلاه، يجب أن تكون بشفافية تامة وصدق مع النفس وجلد الذات حال أردنا تحقيق الإنجازات.
×لا نريد الوصول إلى القمة - فقط - نحن نطمح في المحافظة على مستويات ثابتة تضعنا على القمة وتميزنا في القارة الأفريقية بكوننا فريق دائم مطاردة الألقاب، دائم التواجد في دور المجموعتين، كثير الوصول إلى مرحلة نصف النهائي، مرشح دائم للمنافسة على الذهب، أو على أسوأ الفروض الحصول على المداليات الفضية.
×ذلك الامر نريده على أرض الواقع وليس على صفحات الصحف ونقاشات الجمهور ومكايدات الأخوة الأهلة.
×لا نريد أن نكون مثل الطالب الذي كانت محصلته المركز قبل الأخير، وعندما قالوا له أخبرنا عن نتيجتك أشار إلى عدوه وقال فلان صاحب المركز الطيش.
× ماذا يعني للمريخ أن يكون الهلال هو الطيش؟وهل يقلل ذلك من قيمة فشلنا حال كنا نحن أصحاب المركز قبل الأخير.. تباً وألف تب للتخدير..!!

شبك خارجي
# من الجيد الاحتفال بالنجاح ولكن الأهم استخلاص العبر والدروس من الفشل..!!