ما نريده نحن وما يريده غارزيتو..!! | كلام في الشبك | حسام حامد

كلام في الشبك
ما نريده نحن وما يريده غارزيتو..!!

×يبدأ المريخ عشية اليوم رحلته الأفريقية بمواجهة نادي سوني الغيني، ذلك في مستهل مشواره بدوري الأبطال؛ وقبل الدخول في مجريات وتفاصيل الموسم الأفريقي الجديد للأحمر، وقبل الشروع في التمنى والاسترسال في الأحلام، لابد لنا من الوقوف وقفة مع انفسنا لمعرفة الأهداف التي نسعى نحو تحقيقها جراء مشاركة المريخ في النسخة الحالية للابطال، إذ أن الوصول إلى نقطة إتفاق حول الاهداف المشتركة للجمهور والإدارة والإعلام والجهاز الفني يفضي في مجمله - أي الإتفاق - إلى اقتناع الجميع فيما بعد بالمحصلة النهائية عندما يحين وقت الحساب عند الخواتيم.
×المريخ بدأ مشواره في الموسم الحالي خلال مشاركته في البطولة العربية، تلك المشاركة التي جاءت برغبة من الإدارة في الحصول على مبالغ مالية تسد ولو جزءا يسيراً من منصرفاتها على الفريق، لاسيما والمنافسة العربية تعود بالدخل الوفير على الأندية كما هو معروف، فضلاً عن الجائزة المالية المحترمة التي يحصل عليها الفريق المتوج بالقب، بالإضافة لأصحاب المراكز المتقدمة؛ في المقابل دخل الجهاز الفني( الذي تمت إقالته في مستهل مشوار المنافسة) إلى تلك البطولة بغية تحضير الفريق للمعترك الأفريقي والمحلي، ومن جهةٍ أخرى لا يفكر أنصار الفريق والإعلام المساند له إلاّ في رؤية الأحمر متوجاً باللقب بغض النظر عن ماهية المنافسة أو المكان أو الزمان؛ ونجد أن ذلك الوضع تترتب عليه تداعيات تضع العراقيل أمام تطور الفريق مستقبلاً، بالتالي ارتفاع جودة لاعبيه من موسم إلى آخر بصورة طبيعة، والأمر مرده أن الفشل في تحقيق الأهداف الموضوعة بتنافر تام من قبل الجمهور، والجهاز الفني، والإدارة، والإعلام، يصب في صالح هدم البناء والعودة إلى الخلف والبدء من جديد عند كل عام.
×عودة الفرنسي غارزيتو إلى مكانه الطبيعي مديراً فنياً للفرقة الحمراء، -نقول طبيعي لأنه أثبت أمكانياته في التعامل مع البيئة المريخية القاسية خلال فترة وجيزة- وعودته إلى قيادة المريخ تعني للجمهور عودة الانتصارات والذهاب بعيداً في المنافسات الأفريقية، وعودة الثبات للتوليفة الأساسية، وتعني للإدارة العودة للواجهة الأفريقية بالظهور في المراحل المتقدمة، قياساً على مغامرة الفريق التي أوصلته نصف النهائي قبل موسم من الآن، فضلاً أمكانية الفوز باللقب، وليس حتميته، في ظل تعرض المريخ في بنيته وتركيبته كفريق إلى تعرية موسمية في قوام توليفته الاساسية، إضافة إلى تنوع الخبرات التدريبية الذي جعل التجريب هو المشهد الرئيس في مباريات المريخ سواء أكانت محلية أو خارجية منذ مغادرة المصري حسام البدري فهو المدرب الوحيد الذي استطاع تثبيت توليفة واحدة طوال الموسم، بتبديلات محفوظة، وأزياء محفوظة، وخطة محكمة التجويد، على عكس المدربين الذين خلفوه في دفة القيادة الفنية للفرقة المريخية، حيث لم يتوفروا على عوامل الثبات فكان التوليف والتجريب والتأثر من غياب البدائل هو المسرحية متكررة العرض على خشبة مسرح الأحلام القلعة الحمراء، ونجد أن خروج الفريق الأفريقي المبكر خلال موسم البدري ساهم في تقليل الضغوط على التوليفة الاساسية وجعلت الهدف واحد ومشترك يتمثل في التتويج المحلي وقد كان.
×عليه فنحن مطالبين بالوصول إلى هدف مشترك نريد من الخبير غارزيتو تنفيذه خلال فترته الجديدة مع المريخ، وهنا اعود للتأكيد على أن المريخ يحتاج إلى - فريق- نقول فريق ونحن نعلم تمام العلم أن للأحمر لاعبين مميزين بصورة فردية، بامكانهم التعامل مع أي خصم، لكن ينقصهم الاستمرارية في الشكل وخطة اللعب، والمظهر الذي يوحي بالثبات في كل المنافسات، تلك النقطة حال أردنا تجاوزها والوصول إلى الثبات والاستقرار الفني، علينا ترك المدرب يعمل على مستوى العناصر الموجودة حالياً حتى يصل إلى مرحلة بناء الفريق (البيت)، ومن ثم سد الشواغر عقب الوصول إلى مرحلة الاستقرار، ومن ثم العمل على جمالية الاداء (الديكور)، ذلك الوضع يحتاج منا إلى عقلية متفهمة لمستقبل القرارات الحالية، دون التسرع في الحكم على الفريق أو أي قرارت يتخذها الكرسي الفني حول اللاعبين أو خطة اللعب وما إلى ذلك.
 
في القائم
×لن نتحدث عن خطة اللعب وعناصر الفريق المتوقع مشاركتها خلال جولة اليوم، فالمدرب لديه علم بقدرات اللاعبين، ولديه علم بمرحلة جاهزية كل فرد منهم، ولديه علم بالخطة التي تعينه على قهر الخصم، حتى وإن حدثت مفاجأة غير سارة فالمدرب له الخطة البديلة خلال جولة الإياب.
×سوني الغيني فريق مغمور قياساً بظهوره الشحيح على المشهد الأفريقي، لكن ذلك لا يعني عدم استطاعته التسبب بمتاعب جمة لأبناء المدرب الفرنسي.
×الفرق على شاكلة سوني تضع لنفسها تحديات خاصة للوصول إلى المرحل المتقدمة مثل دور المجموعتين، دون أي تفكير يثقل كاهلها بحتمية التتويج باللقب الخارجي ومكايدة الند التقليدي.
×كما أن تخطي فريق ذا سيط في القارة على غرار المريخ يعد تحدياً خاصاً للاعبين هناك، فضلاً عن رغبة البعض مهم في تسويق نفسه والاستفادة من مثل هذه المناسبات.
×غارزيتو مميز جداً في أسلوب الضغط على الخصم، وحال طبق اللاعبين ذلك الأسلوب فالأحمر موعود بالخروج بنيتجة جيدة من داخل ملعب الغيني.
×قبل أن تذهب للتسوق حدد ما تملكه من مال وقبل الدخول في تمنيات بالتتويج بالالقاب عليك تحديد ما تملكه من فريق، وبناءاً على ذلك فنحن نريد من الفرنسي بناء فريق يدوم لعشر سنوات قادمة وليس التتويج الحتمي باللقب الخارجي.
×علما أن الفرنسي يحمل سيرة ذاتية تقول أن أقل مرحلة وصل إليها مع الفرق التي دربها في القارة هي مرحلة نصف النهائي، ما يفيد أن الرجل يبحث عن استمرار سجله الجيد في هذه المنافسة.
×المريخ عليه التخلص من ظاهرة إضاعة الفرص السهلة وعدم التركيز أمام مرمى الخصم خلال جولة اليوم حتى يتسنى له الخروج نتيجة تخدم حظوظه في الترقي للدور القادم.
شبك خارجي
# قبل الذهاب فكر في الإياب..!!
Hosssam4H@gmail.com