المريخ بحاجة إلى أنطونيو.. والوقت |كلام في الشبك | حسام حامد

كلام في الشبك
المريخ بحاجة إلى أنطونيو.. والوقت!
• قبل توجه المريخ إلى كسلا لمواجهة الشرطة القضارف، قلت لمحدثي أن الأحمر سيعود بتعادل أو خسارة متأثراً بالدوافع التي يتحلى بها الخصم - الوافد الجديد - إلى دوري الأضواء برغبته الأكيدة في إثبات الذات والتعريف بالنفس، وقبل كل ذلك بمعنويات المشاركة الأولى ومعنويات التأهل إلى الممتاز بعد جهد جهيد بذله الفريق في التأهيلي، كما ذكرت له -أي محدثي- أن الأندية الوافدة إلى الدوريات دائماً ما تتألق في البدايات، وتعود للتراجع في المستوى فيما بعد، بسبب قلة الخبرة وضعف شخصية الفريق حتى ينافس على المراكز المتقدمة إلاّ في حالات نادرة.
• أيضاً قلت له أن المريخ لازال متأثراً ذهنياً بالتغيرات في الجهاز الفني، فضلاً عن استمرار عملية التغير في جسد التوليفة الأساسية، مع ذلك كنت أعول على خبرة بعض اللاعبين القدامى لصناعة الفارق للأحمر والعودة بالنقاط الثلاث من أرض القاش، كما ذكرت له أنني أفضل على المستوى الشخصي، دخول اللقاء بتوليفة قوماها العناصر الوطنية، لعدة أسباب من بينها جهل بعض المحترفين على غرار عاشور و النجيري أودجو ومواطنه كونلي بطبيعة المباريات التي تُجرى على ملاعب الولايات، لاسيما تلك التي تلعب في وقت العصر، فضلاً عن عدم معرفتهم بظروف التكتل الدفاعي التي يفرضها الخصوم في مثل هذه الحالات، إضافة إلى عوامل الأرضية والأجواء على الملاعب الصغيرة وما إلى ذلك.
• المريخ بدأ جولة الشرطة من نقطة نهاية فترة الألماني هاي حيث ذكر الأخير قبل مغادرته أو بالأصح قبل عودته من جيبوتي أن فريقه فشل في التعامل مع التكتلات الدفاعية وتلك النقطة قال الألماني بأنها تكررت معه في معظم مباريات الفريق التحضيرية، وهو دليل على فشله الشخصي في معالجة القصور الذي يلازم لاعبيه عند التعامل مع أي فريق يصنع لنفسه غابة من السيقان ليتسنى له التعامل مع الكثافة التي كان المدرب السابق يصنعها أمام المرمى بتكيثف عناصر خط الوسط، ويبدو أن تداعيات تلك النقطة قد توفرت خلال جولات الفريق الأخيرة سواء أكانت برسم الممتاز أو البطولة العربية.
• عزاؤنا الوحيد يتمثل في أن مدرب المريخ الجديد - القديم ديغو غازيتو قد فطن إلى تلك النقطة مبكراً، حيث أفادت التصريحات التي أدلى بها عقب الجولة أن الفريق بحاجة إلى شهرين حتى يعود لتقديم مستويات تُرضي الأنصار، فضلاً عن عودة التنظيم والاستقرار في التوليفة، بالتالي عودة المريخ إلى طبيعته أو على الأرجح إلى هيبته وجودته فريقاً ينافس على الألقاب، وتلك النقطة على الجمهور ادراكها جيداً دون الإلقاء باللوم على اللاعبين وحدهم في الفترة المقبلة، رغم علمنا التام أن اللاعبين فشلوا في التعامل مع فريقين متوسطي الأداء والجودة توالياً، لكن هل تنظيم الأداء وتوحيد الجهود تم بالطريقة المُثلى خلال فترة التحضير؟! بالتأكيد الإجابة على ذلك السؤال لا تحتاج منا استخدام علبة الهندسة.
• نعم نحن نقصد الإجابة التي توفر عليها الفرنسي غارزيتو خلال 45 دقيقة من عمر مباراة كسلا، حيث أكدت تصريحاته عقب الجولة أن اللاعبون مستواهم متأخر للغاية ويحتاجون إلى فترة تحضيرية تصل إلى شهرين على الأقل، كما قال أنه ينتظر وصول أبنه أنطوني لأن الأخير يعرف عمله جيداً، وقال أن الهزيمة نتاج طبيعي لعدم توازن الفريق خلال الفترة الماضية، ونتاج طبيعي للأخطاء التي ظلت تتكرر في المباريات السابقة التي تابعها للمريخ.
• غارزيتو قال أنه لازال غير ملم بالخانات الأساسية لبعض اللاعبين، وهو حديث له ما بعده، حيث يفسر أن الرجل عازم على احداث تغيرات كبيرة على مستوى البنية الأساسية للفرقة الحمراء ، وهو الأمر الأهم والذي ينتظره الجميع حتى تعود للأحمر قوته وخطورته المعهودة، ومن ثم يمكن التفكير في مرحلة الجودة وترسيخ جماعية الفريق، وإضفاء الطوابع الجمالية على الأداء، وهي عوامل سيكتسبها اللاعبون تدريجياً بحسب تطور الأداء التدريبي والتنسيق البدني والتكتيكي للمباريات.
• للأسف ضاعت فترة إعداد المريخ السابقة، إذ أوضحت مجريات وتداعيات جولة الأمس أن الفريق يتساوى مع أندية الممتاز ضعيفة التحضير للموسم أو تلك التي تأخرت في الإعداد، وبالطبع نحن لا نقصد من ذلك هضم جهود المدرب السابق التي بذلها خلال فترة الإعداد، حيث أن المدرب أنطونيو الخبير بتقسيم قدرات اللاعبين البدنية سيبدأ من حيث أنتهت فترة التحضير التي وفرها سلفه بعد إخضاع اللاعبين لفترة اختبار في القدرات البدنية حتى يبني عليها خططه الشخصية تجاه تطوير اداء الفريق مستقبلاً.
• المريخ بحاجة إلى التوازن في الفترة المقبلة وذلك التوازن يحتاج إلى خوض المباريات بذكاء مع حسن الاستفادة من قدرات اللاعبين، وعلى الإطار الفني الفائدة من جولة الأمس والبناء عليها خلال مباريات المريخ المقبلة بدءاً من جولة حي العرب بإعادة هيكلة التوليفة، ونعتقد أن الأفضل للمريخ خوض جولة حي العرب بعناصر وطنية وإرجاء مشاركة المحترفين في النصف الثاني أو أن تأتي مشاركتهم بصورة طفيفة حتى لا يؤثر عدم تأقلمهم على الأجواء السودانية وسوء الملاعب والأرضية على الأداء، لاسيما أن المدرب السابق أعترف أن فريقه لا يجيد التعامل مع الملاعب ذات النجيل الصناعي سيما أن الأحمر مواجهة بجولة على ملعب بورتسودان، مع الإشارة إلى أن الخصم القادم فرض التعادل على الخرطوم الوطني الأكثر استقرار من المريخ على مستوى البينة الأساسية للفريق والأكثر استقرار في التدريب بتواجد الغاني كواسي أبياه للموسم الثالث تتالياً، وعليه فإن التنظيم الجيد والتوليفة الأكثر قدرة على فهم بعضها البعض والاكثر تناسقاً وسرعة في التحول بالهجمة هي التي يحتاج إليها الأحمر خلال جولة حي العرب المقبلة.
في القائم
• غارزيتو لن يستطيع بناء فرقة قوية في ظل غياب القوة البدنية وهي العنصر الأهم في تحديد هوية اللاعبين داخل الملعب.
•على ضوء ذلك فالمريخ بحاجة إلى تدريبات أنطونيو خلال الفترة المقبلة، أكثر من حاجاته إلى تكتيكات والده، إذ أن التواضع البدني يقود إلى التواضع الفني، وهو الامر الذي يعاني منه الفريق حالياً.
• خلال جولة السكندري الثانية، لمس الجميع حجم المشكلة التي يعاني منها المريخ على مستوى أرضيه ملعبه، وهو أمر يفيد أن الأرضية السيئة ستلاحق الفريق خلال الفترة المقبلة.
• الفرنسي لم يحتاج لوقتٍ طويل حتى يتعرف على النجيل السيء الذي تركه الموسم قبل الماضي.
• ذلك الأمر أمر يقلل من فائدة تواجد القائمين على إدارة الاستاد، الدليل على ذلك أن أرضية ملعب المريخ ظلت تعاني خلال المواسم الأخيرة دون أي تفاعل جاد وملوس من لجان التسيير.
• لا يعقل أن تشتكي الإدارة من سوء أرضية ملاعب الممتاز وتتجاهل سوء أرضية ملعب المريخ.
• أفضل مميزات غارزيتو تعامله السريع مع الازمات وقبل ذلك حسم الفوضى في مهدها أضف لذلك تعامله السريع مع أخطاء اللاعبين سواء أكان ذلك خلال المباريات أو خلال التدريبات.
• تلك النقطة بالتحديد ظلت تثير حفيظة الأنصار والمتابعين خلال الموسم الماضي ومطلع الموسم الحالي، الأمر الذي جعل أصابع الاتهام تتوجه نحو اللاعبين وهم بالتأكيد جزء من الخلل.
شبك خارجي
# أصعب شيء في الحياة البدايات.. إذ تترتب عليها جميع الحماقات اللاحقة..!!