كلام في الشبك ||| العودة المثالية والروح القتالية ..!!

كلام في الشبك


 العودة المثالية و الروح القتالية
 
Hosssam4H@gmail.com

×بالأمس تحدثنا عن الريمونتادا والتي تعني روح العودة من الخلف، وقلب الطاولة على الخصم؛ اليوم نواصل الحديث في ذات السياق، حيث نجحت العديد من الأندية في قهر الظروف مع التمسك بالفرصة حتى الرمق الأخير، مثلما حدث مع منتخب صغار السودان ببطولة (ج)، ذلك المنتخب الذي عاد وعادل النتيجة ومن ثم فاز بلقب النسخة الثانية  مطلع هذا الموسم ، فهل كانت الخطط التكتيكية هي العامل الأهم في ذلك التتويج ، بالتأكيد الإجابة هي (لا)، فالروح أو الريمونتادا هي التي ساعدت صغار السودان ليقدموا مثالاً حياً للتضحية والمثابرة وعدم الركون لليأس مع العمل لتحقيق المستحيل.

×أيضاً خلال منافسة دوري أبطال أوربا في نسختها الحالية، استطاع فريق يوفنتوس الإيطالي العودة بروح الطليان المعروفة بالـ(جيرنتا)، والتي تعني الروح القتالية، مع اللعب دون تراخٍ، الأمر الذي ساعده في تحويل تأخره بهدفين إلى تعادل مثير في جولة أقل ما توصف به هو جنون كرة القدم، فالضيف هو العملاق البفاري الذي يتميز عن غيره من الفرق بقدرته على السيطرة على رتم المباريات باستخدام نهج الاستحواذ على الكرة، وهي فلسفة فسرها المدرب الأسباني جوارديولا على أنها ظاهرة إخفاء الكرة من الخصم، عندما قال متسائلاً : "عندما تكون الكرة بحوزة فريقي؛ بأي شيء سيهزمني الخصم؟".

×اليوفنتوس لم يستسلم لنتيجة الذهاب، بل فعل المستحيل للعودة خلال جولة الرد، وأثبت للعالم أجمع بأن المستحيل ليس كروياً، برغم خسارته مجموع نتيجة اللقاءين ، إلاّ أنه خرج مرفوع الرأس من ملعب "اليانز ارينا" معقل البارين، كيف لا وبطل إيطاليا استطاع تعديل نتيجة الذهاب حيث تقدم على العملاق الألماني بهدفين في الدقيقتين (5) و (25)، عن طريق بوغبا وكورادو، قبل أن يعود البايرن للقاء بهدفين سجلهما توماس مولر ولفاندوفسكي والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، ما قاد اللقاء إلى الأشواط الاضافية، والتي ابتسمت لصالح البايرن - كما هو معلوم - حيث أضاف مهاجموه هدفين ليحق بركب الفرق المتأهلة.

×المفيد من هذه التجارب المذكورة؛ يتمثل في أن كرة القدم تعترف بالإيمان بالحظوظ فقط، إذ أن الوفاق ذات نفسه تعرض إلى تجربة مريرة، قبل تأهله للقاء المريخ، حيث خسر نتيجة الشوط الأول أمام اتوال دو كونغو بهدفين، قبل أن يعود إلى المباراة بهاتريك سجله المهاجم دغالو، علما ً بأن لقاء الذهاب حسمه الوفاق بنتيجة التعادل بهدف لكل؛ عليه فإن التجربة تقول بأن: الفريق الذي يساعد نفسه، ويؤمن بحظوظه حتى النهاية، يمكنه قلب الطاولة، فإما العودة والتأهل، أو على الأقل حفظ ماء الوجه، وهو الأمر الذي نريده للمريخ خلال جولة الإياب داخل ملعب الثامن من مايو.

×ما فعله يوفنتوس، وما فعله الفريق الكونغولي، وما فعله المريخ ذات نفسه، خلال جولة الذهاب، يمكن تكراره داخل ملعب الخصم، وبالتالي قلب الطاولة عليه، ومن ثم التأهل على حسابه؛ المريخ عاد بالنتيجة داخل ملعبه بأم درمان، حيث سجل هدف التعادل بعد تقدم الوفاق في مناسبتين ، كما أضاع رماته عدة فرص في خواتيم الجولة، والأمر سيتكرر بجولة الرد، فقط  على اللاعبين التحلي بروح النصر، وعلى المدرب شد الهمة ونشر الحماس بصفوف فريقه مع التخلص من بروده الحالي، هذه هي العوامل الأهم ، ومن ثم يمكنه التفكير في الخطط والتكتيك وبقية الجوانب الفنية.


في القائم
 
×بغض النظر عن كون روح العودة لدى الطليان تسمى الجرينتا.
×وبغض النظر عن كونها ريمونتادا لدى الأسبان.

×المطلب الأهم هو الثأر من سطيف داخل ملعبه مع التمسك بفرصة التأهل حتى النهاية.

×على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، وفي كرة القدم الفوز متاح.

×ذلك بغض النظر عن كون المباراة تلعب داخل الجزائر أو واق الواق.
×روح المريخ هي التي وضعت نجومه في مقياس واحد مع نجوم باير ميونخ إبان الجولة التأريخية، نحن هنا نتحدث عن الروح وليس نتيجة المباراة لذا وجب التنويه.

×عودة الروح أهم بالنسبة لنا من الفوز، فالأحمر لن يفعل شيئاً دون الروح القتالية، حتى في حالة هبوطه إلى الكونفدالية.

×مدرب المريخ البلجيكي يفتقد بعض الجوانب التكتيكية؛ عليه فإن المفروض تميز مساعده الوطني في هذا الجانب وعليه فإن برهان هو المطلب وليس محسن.

×نجاح برهان يتمثل في اختياره بخيت خميس؛ ونجاح محسن يتمثل في تسجيل عماد عبد الله؛ والأمر لا يحتاج إلى شرح أكثر. 

×للتذكير : الروح القتالية تحتاج لاعب بمقدرات عادية، لكنه يملك قلب أسد، وليس لاعب مصنف عالمياً ويتعالى على الكرة، بالإضافة إلى حاجتها إلى قطاع رياضي عصري متكامل يخلق اجواء مميزة بين اللاعبين وليس تقليدي متحزب و فوضوي، وشتان ما بين الأمرين.

×انضباط المدرب يقود إلى انضباط من هم حوله، ذلك هو الدرس المستفاد من (عجرفة غارزيتو) و (حِدة كروجر) و (وتفهم إيميال)، ويفسر أكثر كره البعض لهذا النوع من المدربين.

شبك خارجي
 
# روح المريخ تصنع التأريخ.