صعوبة البدايات وتضخيم نتائج المباريات..!!
×خسارة الهلال على ملعب بورتسودان جعلت الإعلام والجمهور المريخي يتبارى في السخرية من تحضيرات الفريق الأزرق، برغم أن الجميع كان لهم رأي مخالف قبل الجولة إذ يتفق الأغلبية على أن معسكر الهلال بتونس والتحضيرات المبكرة له، كانت أفضل من تحضيرات المريخ، لكن جاءت جولة قورماهيا لتكشف المستور بحسب رأي المريخاب ومعظم الأهلة، وهو ما فتح مجال للناقش حول قوة هلال كافالي، وبالتالي التقليل من شأنه التدريبي، وهو الذي لم يُشرف على أول مباراة رسمية له مع الأزرق حتى لحظة كتابة هذه السطور.
×المجتمع الرياضي السوداني بشقيه الأحمر والأزرق، دائماً ما يحمل بيده «عدسة مكبرة»، يتم خلالها تضخيم النتائج، بالنسبة للفوز أو الخسارة على حدٍ سواء، هذا على مستوى جمهور المنافس، وفي المقابل يتأثر جمهور الفريق الحقيقي بما يكتب على صحف الند التقليدي والعكس صحيح، ما يجعل الأجواء غير مبشرة بعمل مؤسس ومنتظم، والنتيجة الحتمية لذلك الأمر ضياع جهد المدربين واللاعبين في خضم هذه العوامل الضبابية ونتاج طبيعي لذلك ضياع الأموال التي تصرفها الإدارات في توفير المعسكرات والأجهزة الفنية.
×الموسم لم يبدأ حتى الآن ومع ذلك يتحدث إعلام المريخ مثلاً عن فشل تسجيلات الهلال، بحكم المردود الضعيف لأجانب الأزرق خلال جولة قورماهيا، فكيف يكون ذلك والمريخ لديه محترفين أجانب لم يلعبوا بصفة أساسية حتى في المباريات الودية، على غرار الغاني كريم الحسن، الذي لم ينجح حتى الآن في الوصول لجاهزية تقود المدرب البلجيكي لوك إيمآل لتجريبه ناهيك عن الإعتماد عليه.
×دائماً وأبداً الأحكام الإنطباعية والمسبقة حول فرق كرة القدم والسخرية من الآخر تتحول بين يوم وليلة إلى حقائق كيف لا والجمهور يستند عليها في الحكم على حال فريقه، فمثلاً لو تحدث إعلام المريخ بسخرية حول الند التقليدي بدون أخذ المعايير المنطقية في الحكم، يكون عندها قد جنى على فريقه دون أن يدري، إذ تقول القاعدة بأن لكل فعل رد فعل، وعليه فإن أي تعثر أو ظهور باهت للمريخ يمثل مادة دسمة للإعلام والجمهور المضاد، ما يقود إجمالاً إلى تشتيت جهد اللاعبين والمدربين.. والدليل على ذلك أن ما كتبه الإعلام المريخي حول جولة قورماهيا قاد بعض الاهلة للحديث عن فشل المدرب وغداً ستدور ساقية الأيام، فيشرب المريخ من ذات الإناء فالأيام دول والعاقل من يتعظ بتجارب الآخرين.
×قبل ثلاث مواسم خضع المريخ لمعسكر مميز ومخطط له بالدوحة، حينها خاض الفريق تجارب أوربية تم تنسيقها بعناية فائقة من قبل مجلس الإدارة وشركة بفاريا، في المقابل غادر الهلال لدولة قطر ولم يتم التخطيط والتنسيق لذلك المعسكر كما يجب، فالهلال وقتها لم يكن لديه مال ولم تكن لديه إدارة جيدة، «حسب رأي الإعلام المريخي»، وقتها تحدث المدرب التونسي النابي بأنه غير ارضٍ عن فترة المعسكر بسبب غياب التجارب الإعدادية المميزة في ظل إنشغال الأندية القطرية بالدوري المحلي، وطالب بتحويل المعسكر التحضيري إلى دولة الإمارات عندها تبارى الإعلام المريخي في السخرية من ذلك المعسكر المتجول.
×حالياً خضع المريخ لفترة إعداد «مجهجهة» ولم يتم التنسيق لها كما يجب، فالأحمر خضع لمعسكر قصير بدولة أثيوبيا، ومن ثم سافر إلى الدوحة مثلما سافر الهلال للإمارات قبل سنوات، ونجد أن مدرب المريخ تحدث بأنه غير راضٍ عن ملاعب التدريبات، من جهة أخرى حتى المباريات التي خضع لها الأحمر لم تكن بقوة المباريات الكبيرة إلاً في جولة أو إثنتين من ضمن خمس تجارب خاضها المريخ بقطر، في المقابل مدرب الفريق صرح بجاهزية فريقه بنسبة «70%» في الوقت الذي يتبارى فيه الإعلام ساخراً من الند التقليدي والذي خضع لتحضير مميز واجه فيه أندية تونسية محترمة..بحسب رأي الإعلام قبل أن يبدل ذلك الرأي عقب جولة قورماهيا.
×لسنوات أثبت الإعلام والجمهور السوداني الرياضي بأن المعيار الذي يقيم من خلاله أداء الفريق والمعسكرات التحضيرية معيار معطوب، فمثلاً وبرغم المباريات الأوربية الكبيرة التي خضع لها المريخ تحدث مدرب المريخ وقتها الألماني مايكل عن عدم تميز معسكر الدوحة مفضلاً عليه معسكر تونس بعين دراهم، مع الأخذ في الإعتبار بأن الفريق واجهة بايرموينخ وسانت بطرسبورغ وشالكة بالدوحة على عكس تونس التي تبارى فيها المريخ مع النجم الساحلي والأفريقي والصفاقسي.
×الآن وبرغم ضعف المعسكر التحضيري للمريخ بحسب رأي الجمهور والإعلام، تحدث مدرب المريخ البلجيكي لوك إيمآل عن وصول المريخ لجاهزية «70%»، في المقابل يتحدث المجتمع الرياضي عن فشل معسكر الهلال برغم تميز الخصوم المنتمية للمدرسة الأفريقية مستندين في ذلك على خسارة جولة قورماهيا، والجدير بالذكر أن المريخ لم يخضع لإختبار حقيقي خلال موسمه الحالي حتى اللحظة.
في القائم
×قبل سنوات تحدث إعلام المريخ بتميز كبير عن معسكر الدوحة العالمي..!!
×قبل أن يحقق المريخ مقولة مدربه كروجر بأن المعسكر غير مثالي فخسر الأحمر أمام كمبالا الأوغندي وخرج من باب الدخول للموسم الأفريقي..!!
×اليوم تحدث إعلام الهلال بتميز كبير عن معسكر تونس، وجاء الفريق ليخسر أمام قورماهيا بدون أن يقدم ملمح تطور..!!
×الخوف كل الخوف من تكرار الأمر في المنافسة الأفريقية والمريخ ليس بمعزل عن ما جرى للهلال..!!
×حديث مدرب المريخ عن جاهزية فريقه جاء بصورة منطقية فالرجل قال بان الأحمر يحتاج للمزيد من المباريات في البطولة المحلية حتى يصل لكامل الجاهزية..!!
×على الجمهور أن يحفظ عن ظهر قلب بأن المدرب قال بأنه يحتاج لمباراتين محليتين للوصول للجهازية الكاملة..!!
×لكنه في المقابل لم يتعرض في حديثه عن نتائج هاتين المباراتين، وعليه فإن الخسارة أو التعادل أو الفوز نتائج حتمية لا فرار منها..!!
×ذلك المنطق يبرئ ساحة الفرنسي كفالي مدرب الهلال من خسارة فريقه أمام قورماهيا، فالأزرق لم يتعرض لتجارب رسمية حتى اللحظة..!!
×وغير ذلك الخسارة واردة في كرة القدم وعلى الجمهور والإعلام أن يتخلص من «عدسة التكبير» المستخدمة في المباريات بغض النظر عن كونها ودية أو رسمية مؤثرة أو غير ذلك..!!
×مع الملاحظة ان تلك العدسة تُعطي في الغالب صورة غير حقيقة ومعكوسة الجوانب للجسم المراد تكبيره..!!
×المدرب الجديد، واللاعب الجديد، حاجتهم تتمثل في الوقت والعمل المستمر بإنتظام والتشجيع الواعي..!!
×هذه العوامل هي المتحكمة في أمكانية نجاحهم من عدمه..!!
شبك خارجي
# ان غياب الوعي بما هو مهم هو التزام بما هم غير مهم..!!
Hosssam4H@gmail.com