كلام في الشبك ||| إنسحب مباراة وخُذ الثانية بثمن زهيد..!!

إنسحب مباراة وخُذ الثانية بثمن زهيد..!!

×قانون غريب ومريب وضعه الإتحاد العام في النسخة الجديد من بطولة الدوري الممتاز، والتي تأتي لأول مرة بمشاركة عدد كبير من الأندية في ظل تغيب القوانين الذي تم خلال الموسم الماضي المتكئ على عصا الجودية والذي جعل الإتحاد يبدأ موسمه الحالي بوضع لائحة تنافس جديدة لتقيه شر الوقوع في براثن المشكلات المعقدة التي حدثت سابقاً، وتبعده في المقابل عن مضار الجودية المعروفة لكن هل تلك اللائحة جديدة فعلاً.. سنرى!

×يبدو إن تسليم بطل النسخة السابقة كأس المنافسة الأولى في السودان خلال النسخة الحالية، قد اصطحب معه تأثيرات وتداعيات الموسم الماضي، بذات الرتابة وبذات السذاجة التي ظهر بها الإتحاد العام في موسمه المنقضي والمثير للجدل، فمن خلال نظره عابرة للائحة المنافسة الحالية سنجد أنها تنص في أحد بنودها على الأتي: «بشأن الإنسحاب من الممتاز فإن أي فريق ينسحب يعتبر مهزوماً «2/صفر» بجانب خصم ثلاث نقاط من رصيده وتغريمه مبلغ خمسة ألف جنيه، أما في حالة الإنسحاب من المباراة الثانية يعتبر مهزوماً «2/صفر» وتخصم من رصيده ست نقاط  ويغرم عشرة ألف جنيه، أما في حالة الإنسحاب من المباراة الثالثة يعتبر مهزوماً «2/صفر» ويخصم من رصيده تسعة نقاط ويغرم مبلغ خمسة وعشرون ألف جنيه، ويجمد نشاطه، ويحول إلى مجلس الإدارة لتوقيع عقوبات إضافية». إنتهى

×الملاحظ بتمعن للبنود أعلاه من القانون، يجدها نفس البنود السابقة مع إضافة بعض المحسنات، دون الحسم اللازم والصارم للفرق بحيث تكون عبرة لمن يفكر مجرد التفكير في الإنسحاب من البطولة الأهم في أجندة الإتحاد العام، فالعقوبات أعلاه متدرجة بحيث يختار النادي الذي يريد الإنسحاب البند الأخف ضرراً بالنسبة له، أو بالأصح العقوبة الملائمة لحالته الإنسحابية.

×بالإضافة إلى ذلك ترك الإتحاد العام الباب مفتوح لإدارته لفرض عقوبات إضافية، وهو ما يفتح مدخل الخروج على مصراعيه لمجالس الجودية حتى تقوم باللازم تجاه النادي الذي يلوح بورقة العصيان، مثلما حدث مع الهلال والأمل عبطرة في الموسم الماضي، وعليه فإن الإتحاد العام لم يستفد بالقدر الكاف من الدرس السابق ما يفيد بأن الإنسحاب صار حق مشروع لبقية الأندية خلال الموسم القادم بغض النظر عن كونها هلال مريخ أو رابطة.

×الغريب في الأمر أن القانون المطبق على أندية السنتر ليغ يبدو قانوناً صارماً لا لبس فيه إذ لا يوجد فيه أي بند يشير إلى تحويل أوراق الأندية إلى «حضرة المفتي» عفواً إلى إدارة الإتحاد العام إذ ينص بند عقوبة الأنسحاب من السنتر ليغ على الأتي: «أما في حالة حدوث الإنسحاب في السنتر ليغ يعتبر الفريق مهزوماً «2/صفر» ويغرم خمسة وعشرون ألف جنيه ويـتـم إبـعـاده مــن الـمـنـافـــسة».إنتهي

×فضلاً لاحظ للعقوبة المشددة تجاه الاندية التي تنسحب من بطولة السنتر ليغ، وقارن بينها والعقوبة المفتوحة الأبواب للجان للجودية التي فرضها الإتحاد على أندية الدوري الممتاز، ولاحظ مدى الخوف والذعر الذي سيلازم الأندية الملوحة بورقة العصيان في كلا الحالتين، ولاحظ أيضاً للسؤال التالي، هل سيفكر أي نادٍ مجرد التفكير في الإنسحاب في حال كانت العقوبة مشددة وصارمة؟! بالتأكيد الإجابة على هذا السؤال لن تحتاج منا أستخدام علبة الهندسة.

×على الإتحاد العام أن يفهم بأن الثلاث نقاط التي سيخصمها لا تعني للاندية شيئاً في ظل تطور الدوري الممتاز وقوة المنافسة وإمكانية فقدانها لتلك النقاط لأكثر من مرة عبر الطرق المشروعة، حتى بالنسبة لطرفي النقيض المريخ والهلال، ذلك مع الإشارة
إلى ضعف المبالغ الموضوعة للغرامة ما يعني  صراحة: أنسحب في جولة وخذ الثانية بثمن زهيد..!!

في القائم

×بطولة الدوري الممتاز في تطور مستمر ولم تعد الأندية الصغيرة عبارة عن حصالة نقاط دائمة لطرفي النقيض..!!

×اندية القمة باتت تخسر نقاط داخل العاصمة ولن يستطيع أي من المريخ أو الهلال الفوز في جميع المباريات مهما بلغ من قوة..!!

×ذلك في ضوء توافد المحترفين على الأندية الصغيرة وتحول عقلية اللاعب السوداني الذي يتنتظر مباريات القمة لتسويق نفسة بأحسن ما يكون..!!

×أضف لذلك رغبة الأندية في تأمين موقفها في المنافسة وذلك بالإبتعاد عن مناطق المؤخرة لاسيما والإتحاد العام قام بزيادة عدد الاندية في النسخة الحالية..!!

×هذه الدوافع بالإضافة إلى دافع التمثيل الخارجي لن يجعل من الأندية الصغيرة لقمة سائغة للمريخ أو الهلال، عليه فإن خسارة ثلاث نقاط او ست نقاط أصبح أمر عادي في عُرف المنافسة..!!

×لا يعقل أن يتم تشديد العقوبات في السنتر ليغ ويتم تخفيفها في المنافسة الأم..!!

×الإتحاد العام مطالب بتوضح العقوبات وتشديدها حتى لا تتكرر مهزلة الموسم الماضي بغض النظر عن كون المنسحب مريخ أو هلال أو نيل شندي..!!

×ربما يريد الإتحاد جمع أكبر قدر من المال من خلال تكرار الإنسحابات ولكن ذلك لن يعفيه من الضرر..!!

×عدم استقرار المنافسة يبُعد عنها الرعاة والقنوات الناقلة وهي العناصر التي تمثل «البقرة الحلوب» للإتحاد  فهل يرمى الإتحاد بأموال الرعاية والتسوق والبث مقابل الحصول على فتات العقوبات؟!

×على الإتحاد أن يبعد شبح القمة عن قرارته التي يتخذها، إذ يفترض منه الصرامة والعدل ورعاية القوانين وبسط الهيبة على الاندية سواسية بغض النظر عن لونيتها..!!

شبك خارجي

# يكون حكم الدولة أفضل إن كان عندها القليل من القوانين، وهذه القوانين مرعية بصرامة..!!
Hosssam4H@gmail.com