كلام في الشبك || تلك الأيام نداولها بين الناس


تلك الأيام نداولها بين الناس

×الملاحظ للدوري الأفريقي في نسخة العام الحالي يجد أن الأندية التي كانت تقبع في المنطقة الظليلة سحبت الأضواء من الأندية المعروفة وتحولت بطولة كأس الاتحاد إلى محفل جاذب للشركات الرعية في ظل تحول معظم الأندية المهيمنة على التسويق الرياضي والمعتادة على الألقاب للبطولة الكونفدرالية، فيما بُثت دِماء جديدة لدور المجموعتين لرابطة الأندية البطلة.

×الأمر لم يبدأ هنا ففي الموسم السابق كتبت مقالاً تحدث عن تحورات كبيرة وثورة متوقعة للكرة الأفريقية من خلال تغير موازين القوى فالأمم الأفريقية في نسختها السابقة، شهدت غياب لمعظم المنتخبات ذائعة الصيت وفي المقابل أخذت مكانها فرق كانت توصف بالمغمورة في وقت قريب.

×مجموعة المريخ بدور الأبطال شهدت وجود ثلاثة أندية جزائرية اثنان من الثلاث يعتبران من النوع المغمور، فالعلمة صاحب أول مشاركة قارية والثاني عميد أندية الجزائر، لكنه تراجع في مستوياته فغاب عن التمثيل الخارجي لفترة طويلة وحتى المريخ الفائز على البابية بثنائية في افتتاحية مجموعته وصل لهذه المرحلة بعد جهود مضنية مع عدم ترشيحه للعب ذلك الدور، في ظل الظروف المحيطة بالنادي وفي ضوء أرشيفه السيئ بالأبطال وغيابه عن الظهور في الأدوار المتقدمة لموسمين على التوالي، ما يفتح باب الآمال على مصراعيه بأن يتوج باللقب هذا الموسم بطل جديد ونحن ننتظر أن يكون أحمر اللون سوداني الموطن سبق له التميز على الأندية السودانية بالصعود على منصات التتويج القارية.

×حتى على مستوى توليفة فريق المريخ نجد أنه يتكئ على مجموعة من العناصر التي تمزج بين المهارة والقوة البدنية والشكيمة القوية والروح التي تبحث  عن الفوز ولا سواه، لكنها في المقابل أي تلك الأسماء ليست مميزة من حيث المسمى والتأريخ الكروي الكبير وغير ذلك ليست متوجة بعدد وافر من البطولات المحلية والمحافظة عليها بنسق واحد مستمر على غرار الأهلي المصري مثلاً، إذن مريخ الموسم الحالي هو وليد الموسم الحالي لكنه ولد بأسنانه ويسعى جاهداً لممارسة هوايته القديمة المتمثلة في كتابة التأريخ، فالجميع يعلمون بأن الفريق مر بتجارب صعبة وغيابات كبيرة على  مستوى التوليفة فتراجعت مستوياته المحلية، قبل أن يتوج بكأس مانديلا والأمر ينطبق على تتويج الفريق في الموسم الماضي بكأس كاغامي.

×مريخ غارزيتو سوّق نفسه حتى اللحظة بصورة أكثر من ممتازة، فالأحمر لم يتراجع عن مستوياته التي قدمها في البطولة بل على العكس فالتطور أستمر والقوة زادت بمعدل جيد جداً منذ الجولات الأولى وهو شيء طبيعي في كرة القدم ما يعني بأن الأحمر قادر على قلب الطاولة على بطل الجزائر وفاق سطيف نسر الهضاب ومن خلفه عميدة أندية بلد المليون شهيد نادي الاتحاد الملقب بالسوسطارة.

×مثلما قهر المريخ بطل تونس سيقهر بأذن الله بطل الجزائر، حتى وإن كان الدوري الجزائري هو الأقوى، فالمريخ يعشق التحديات ومثلما حدث وأقصينا رفاق الدراجي سنسعى للترقي على حساب أبناء بلد المليون شهيد وذلك الأمر ليس ببعيد، فقط بالاجتهاد والمثابرة والتقليل من الأخطاء واللعب بتركيز تام أمام المرمى، وبالطبع بالروح الجماعية والملاحم الجماهيرية الحالية.

في القائم

×سبق وأن ضربت مثلاً للقراء عن كرة القدم وكيفية فوز الفرق المرشحة بالبطولات وخروج الأندية المغمورة في مشهد طبيعي، لكن الغير الطبيعي هو عكس الآية بحيث تفوز الفرق غير المرشحة بالبطولات.

×في أعلى المقال تحدثت عن التغيرات ببطولات الكاف بداءً من كأس الأمم ونهاية بمنافسات الأندية، وهنا أود العودة للإشارة إلى أن المنتخب العاجي توج ببطولة الأمم بعد ناهية حزينة لأبناء جيله الذهبي.

×ما حدث مع ساحل العاج في نسخ أمم أفريقية السابقة أمر لا يصدق في ظل تمتعه بأفضل توليفة من اللاعبين الناشطين بالدوريات الأوربية وفشله أمام المنتخب المصري صاحب التوليفة من اللاعبين المحليين.

×روح الجماعة الموجودة بمنتخب مصر والطموحات العالية للاعبيه ومن خلفهم المعلم حسن شحاتة صنعت شربات الفرح المصري خلال مواسم عديدة، وهنا يجب الإشارة إلى أن العوامل المذكورة سابقاً متوفرة بمريخ غارزيتو.

×فوز الاتحاد على الوفاق في ثاني جولات المجموعة جعله في المركز الثاني خلف المريخ وهو صاحب المركز الخامس قبل الأخير في البطولة المحلية.

×ما يفيد بتباين نتائج الفرق الجزائرية مع بعضها البعض، وبذلك فالعلمة مرشح للحصول على نقطة من بطل الدوري على الرغم من هبوط الأخير للدرجة الثانية.

×تلك النظرية تفتح باب الترشح على مصراعيه للمريخ والأمر فقط مرهون بالاجتهاد والتجويد في العمل..والتوفيق من عند الله.

شبك خارجي

# لا شيء يبقى نفسه فالدّهر دولاب ودائر ..!!
Hosssamxp@gmail.com