نقطة انطلاق.. وتجاوز الإخفاق..!!
·
نعود إلى الكتابة بعد فترة غياب امتدت طويلاً، نعود بعد فترة توقف باعدت
بيننا وبين القارئ الحبيب، وهو أمر يحزننا بكل تأكيد، فضلاً عن تأثرنا بالغياب عن
الكتابة والتفاعل مع المستجدات في الوسط الرياضي السوداني ونتمنى أن نعود أفضل مما
كنا لاسيما ونحن مقبلين على بداية موسم جديد على المستويين المحلي والخارجي.
·
نعود بالتزامن مع جولة المريخ الرسمية الأولى برسم البطولة العربية، أمام
فرقة تليكوم الجيبوتي، تلك الفرقة المغمورة التي فرضت التعادل على المريخ وجعلت
محبيه يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً على مستقبل الفريق حال أستمر أداء لاعبيه
داخل الملعب كما هو عليه الآن.
·
المريخ لم يقدم السهل المريح امام خصمه الجيبوتي، في ظل تحكم العشوائية
في الأداء على شكل الفريق، ذلك في مختلف خطوط اللعب، مع الأخذ في الاعتبار أن
الخصم لم يكن بتلك القوة التي تجعل من فريق يحلم بالبطولة الأفريقية التوقف عن
الارسال في بعض دقائق اللقاء والمحاولة للخروج بأخف الأضرار في ظل عدم استماتة
لاعبيه وعدم تميزهم بالروح القتالية وقبل كل ذلك تباعدهم الوظيفي داخل أرضية
الميدان.
·
عندما لعب المريخ جولته التاريخية أمام بايرن ميونخ خرج مدربه الاسباني
جوارديولا بتصريحات تفيد أنه استفاد من تلك التجربة وشكر مدرب المريخ -وقتها- الألماني كروجر على
الخدمات الفنية التي قدمها له، أثناء مجريات اللعب في تلك المباراة تأكد الجميع من أن العملاق
البفاري تحصل على الفائدة من ملاقاة المريخ حيث لم يلعب نجوم العالم بقيادة ربيري ومولر - بـأطراف الحذاء-
أمام فريق يعد مغموراً بالنسبة لهم، يتمثل في الفرقة الحمراء، القادمة من السودان، ونذكر أن الأخوة
الأهلة تباروا -عندها- في التقليل من مصداقية حديث جوارديولا علماً ان ذلك الحديث تم نشره
على الموقع الرسمي للنادي البفاري.
·
الفائدة من تلك التجربة كان ولازال يتمثل في أن الفريق الناجح يلعب بذات الجودة،
وذات المستوى، وأمام أي خصم كان، سواء أكانت الجولة الرسمية أو غير ذلك وتلك النقطة غابت عن أداء المريخ
عصر الأمس، إذ شاهدنا اللاعبين يؤدون بدون حماس وبدون رغبة في القتال على الكرة،
فضلاً عن سيطرة الشعور بالأفضلية على شكل الفريق، في ظل تقدمه بهدف بكري المدينة في
بداية اللقاء، ومن ثم التكاسل وعدم الحسم أمام المرمى، والذي كلف الأحمر كثيراً حيث استطاع الخصم
العودة إلى المباراة من ركلة ثابتة مستفيداً من القاعدة الكروية التي تقول "
إذا لم تسجل.. تستقبل".
·
الفرقة الحمراء لازالت في البدايات والبدايات هي "أصعب شيء
في الحياة إذ تترتب عليها كل الحماقات اللاحقة" أو كما يقول الأديب واسيني
الأعرج؛ تلك النقطة لا تقلل من شأن المدرب الألماني أنتوان هاي رغم تأثر شكل
الفريق جراء الخطة التي وضعها الأخير، فضلاً عن غياب الانضباط الوظيفي، أضف إلى ذلك مشاهدته
اللاعبين يؤدون بدون روح وبدون رغبة في القتال على الكرة وعدم التحرك لتلافي
الأخطاء المتكررة، علماً أن تلك الأخطاء وسوء التمركز وما إلى ذلك تكررت خلال جميع جولات
الفريق الإعدادية.
·
تأثر الفريق من خطة المدرب الجديد جعلت الجمهور يطالب بإعادة المدرب
السابق غارزيتو - هذا إن لم يدخل مجلس الإدارة في مفاوضات مع الفرنسي فعلياً-،
والمعروف أننا من أنصار المدرب الفرنسي في ظل تمتعه بحسن التصرف تحت الضغط، فضلاً
عن حسم اللاعبين وإبعاد المتخاذلين، ولكن هل عودة الفرنسي تعني تغير شكل اللعب حسب
رغبة الجمهور؟! ومن قال أن رغبة الجمهور
يجب أن تتحكم في شكل الأداء؟ فالمعروف أن لكل مدرب طريقة ولكل طريقة عناصر،
فهل تنطبق العناصر الحالية على خطة أنتوان هاي؟ أو على الأصح هل تنطبق على خطة
غارزيتو إن عاد إلى تدريب المريخ؟! وقبل كلك ذلك من يستطيع أن يرضي عواطف الجماهير؟!
·
معرفتنا بجمهور المريخ تؤكدها السوابق مع المدربين، إذ أن القلعة
الحمراء عودتنا على تغير أقوالها مع كل جولة جديدة، وحال نجح الالماني هاي في قهر الجيبوتي
بخماسية خلال جولة الإياب حتى ولو كان الأداء العام أقل من أداء الفريق في جولة
الذهاب، فإن الجمهور سيخرج فرحاً مستبشراً بقوة الفرقة الحمراء، رغم النواقص، مع عدم الاكتراث للاخطاء، وهو
الأمر الذي لا نريده حيث أن التفكير والتأني والتخطيط البعيد المدى هو العامل الأهم في
استمرارية الانتصارات وليس الحكم اللحظي.
·
المدرب غارزيتو في بدايات مسيرته الناجحة مع المريخ، لم يقدم الأداء
الممتاز ولم يقدم لاعبوه ما يشفع لهم بتخطي الدور التمهيدي أمام عزام التنزاني،
وذلك خلال جولة الذهاب، علماً أن الفرنسي أبعد -وقتها - المدافع ضفر من رحلة تنزانية مع الحديث إليه
أن ذلك الإبعاد مؤقت، ما يفيد أن بعض اللاعبين قد يكونوا غير ملائمين لبعض المباريات، وهو
الامر الذي أكتشفه الفرنسي فيما بعد وكانت النتيجة تقسيم الفريق إلى مجموعتين
أفريقية ومحلية، والعودة لقهر عزام بثلاثية بمشاركة ضفر شكلت - نقطة انطلاق - للفرقة الحمراء
ونقطة انطلاق لمسيرة المدرب الجديد -آنذاك- ما يفيد ان الاستفادة من التجارب هي
المتحكم الأول والأهم في تطور الفرق خلال مجريات الموسم وليس العجلة في التنفيذ والتخطيط والتسرع في الحكم على الأمور.
· على المدرب هاي تجاوز أزمة
الأداء الرتيب وتجاوز عدم قدرة لاعبيه على التعامل مع التكتل الدفاعي، فضلاً عن
تجاوز لاعبيه صعوبة استعادة الكرة وحسن التصرف بالكرة أمام المرمى، وقبل كل ذلك
يجب على الأحمر السيطرة على وسط الملعب، في ظل تواجد خمسة لاعبين في تلك الخانة، واستناداً
على الخطة المتهمة بتراجع أداء الفريق والمتمثلة في اللعب بخمسة لاعبين في الوسط،
وثلاث في الدفاع، وأثنان في الهجوم، مع العلم أن الخطة لا ذنب لها في تراجع مستوى
الفريق من حيث النظام والأداء العام، إذ أن المدافعين الثلاث ينقصهم لاعب محور
سريع ويحسن قراءة الملعب على غرار (فييرا وأيمن سعيد)، فضلاً عن بطء حركة متبقي
اللاعبين في هذه الخانة بقيادة أمير كمال والمصري عاشور، وعدم ملائمة الخطة لمهارة
النيجيري أودجو، مع العلم أن الخطة جيدة
بالنسبة لقدرات بعض اللاعبين على غرار رمضان وبكري والسماني ومحمد عبد الرحمن
فضلاً عن الوطني علي جعفر.
·
علماً أن لكل خطة نواقص والمدرب الناجح هو الذي يجعل توليفته تكمل
نواقصها تلقائياً بحيث يقوم كل لاعب بإتمام نواقص الأخر، وهو الامر المتمثل في
الجماعية في الأداء الهجومي والدفاعي، وتلك النقطة نظنها المخرج الوحيد للمدرب
الألماني من مأزق التوهان الوظيفي والتكتيكي للاعبيه، هذا حال وجد من يصبر على
أخطاءه و لم تتم إقالته مبكراً كما تجري العادة في القمة السودانية.
في القائم
·
عدم الصبر على المدربين سمة ملازمة للدوري السوداني فالكل عارف بخفايا
التدريب والكل ينصب نفسه قاضياً متجاهلاً الأسباب والمسببات وتدارس الحلول والمؤقتة
والطويلة وقصيرة المدى والنتيجة معروفة للجميع.
·
مجلس الإدارة عليه دراسة الأسباب والمسببات من كل الزوايا وعدم السماع
للأصوات العاطفية وقبل كل ذلك عليه أن يعود المجتمع المريخي على عدم الضغط على
الكرسي الفني وعدم الضغط على الإدارة حيث أن تحقيق المطالب العاطفية أثر على نتائج
الفريق على المستويين المحلي والخارجي.
·
لا يعقل أن يدير الجمهور الفرقة الحمراء حيث أن لكل مجموعة رأيها حول الأداء
وحول التوليفة وحول الأزياء وحول المال وحول كل ما له علاقة بالفرقة الحمراء،
والصحيح أن تتحكم الإدارة في كل ذلك، بالتالي أخذ ما تراه مناسباً للفريق قياساً على المعطيات والسوابق ،
والتي من بينها رأي الجمهور المشفق على حال فريقه لكن الجمهور تخفى عليه بعض
العوامل في بعض الأحيان وما حادثة محاربة غارزيتو لكوفي أوكرا إلاّ دليل على صحة تلك
النقطة.
شبك خارجي
# تلافي السلبيات يكون
بدعم الإيجابيات..!!
Hosssam4H@gmail.com
Hosssam4H@gmail.com