إيمآل ليس مذنباً بل نحن المُذنبين..؟!
Hosssam4H@gmail.com
×الموسم قبل الماضي أقدم مجلس الإدارة وبمساندة تامة من الإعلام المريخي على فِعلةٍ غريبة تُعتبر جريمة من جرائم الإدارة نحو المدربين، ومن جرائم الإعلام تجاه فريق كرة القدم، فالسيد الرئيس لم يكن راضياً حينها عن تواجد الألماني كروجر«العنيد - المتعجرف حاد الطباع» بكرسي المريخ الفني، فتم إجباره على الرحيل بشهادة الجميع، ولكن الجريمة لم تنتهي هنا، فالإدارة أستجلبت العجوز أتوفستر الرجل الهرِم فاكتملت عملية البناء من فوق الركام بنجاحٍ تام..!!
×بالعودة للوراء كثيراً؛ سنجد أن موسم «2007» شاور السيد الرئيس مدرب المريخ حينها الألماني أتوفستر بصدد المشاركة في اختيار مدرب شاب ليكمل ما بدأه المدرب الملقب بـ«الثعلب العجوز»، فأختار اتوفستر مواطنه كروجر فهو من المدربين الألمان المشهود لهم بالكفاءة في القارة السمراء على حد تعبيره، وعلى حد تبرير الإدارة لسبب التخلي عنه، بالإضافة إلى رغبته بسبب عامل السن في تدريب عناصر ذات خبرة واحترافية تتوفر له بمنتخب الأسود غير المروضة.
×الغريب أن الرجل كان عجوزاً في موسم «2007»، وبرغم ذلك فالإعلام المريخي وقف مع ذهابه مثلما وقف مع عودته خلال العام«2014»، بسبب أن الرئيس يريده، حينها تساءلت على هذه المساحة وقلت «هل يبيع الإنسان ماضيه بمستقبله»، فلم أجد من يجيب على ذلك السؤال إلى الآن، والسبب يتمثل في أن الإعلام المريخي يهتم بمساندة بالإدارة والإداريين أكثر من اهتمامه بفريق كرة القدم، فبالنسبة له الإدارة هي التي تأتي بالمدرب واللاعبين وهي التي تقوم بالتخلي عنهم، برغم أن الفريق هو في الأساس فريق الجمهور، والإعلام مهمته تأمين الاستقرار الفني مثلما يفعل مع الجانب الإداري.
×المجلس تخلص تحت رعاية الإعلام من مريخ البدري «العلامة الكاملة والجودة الشاملة»، كما تخلص من مريخ ريكاردو «مريخ نصف نهائي الكونفدرالية»، كما تخلصت الإدارة من مريخ كروجر «المميز بشهادة الجميع» بالإضافة تخلصها من مريخ«2008»، مع تخلصها بذات السذاجة من مريخ «نصف نهائي الأبطال»، ولازال الإعلام يُصر على دعم الإدارة على حساب تميز فريق كرة القدم، لذا فالأحمر يبدأ من الصفر في كل عام؛ إذ يتم التخلص من المدربين «أمثال غارزيتو» واللاعبين الأساسين«أمثال أيمن سعيد وديديه» ويبقى البدلاء « أمثال أوكرا والريح علي»..!!
×رعاية الإعلام «مغمض العينين» للإدارة كفلت له التخلص من جميع المدربين بمبدأ أن الأم أهم من الجنين، ولكن تلك الأم ظلت على حالها حتى وصلت سن اليأس، فهل ينتظر منها الإعلام مولوداً جديداً في تلك السن هذا ما ستفصح عنه الأيام المقبلة..!!
×عند مجيء أتوفسيتر في رحلته الثانية بكوكب المريخ، جعل الفريق يفتقد للإنضباط التكتيكي، كما تميز بالعشوائية الهجومية، ولم يتكئ على شخصية قوية داخل الملعب والغريب أن اللاعبين الموجودين هم أنفسهم ممن صنع منهم المدرب السابق كروجر فريق قوي الشكيمة داخل الملعب، يتميز بالتمركز الجيد وعدم تداخل الاختصاص، ومن منطلق هذه الحقيقة فنحن الآن عدنا بذات الرتابة، لمرحلة أتوفيستر والمرحلة المقبلة بحسب معرفتنا بصنيع الإدارات والإعلام، تتمثل في مرحلة برهان ومحسن أما مريخ نصف النهائي فلم يعد له وجود، وكل المريخاب مطالبون بمحاسبة أنفسهم على تلك الجريمة النكراء بحق مريخهم.
×صحيح أن مدرب المريخ الحالي في بدايته مع الأحمر وصحيح أنه لم يجد كشف الفريق كاملاً تحت تصرفه بسبب الإصابات، لكنه يتميز بشخصية ضعيفة لا تفرض رأيها على اللاعبين، كيف لا واللاعبين يتخلصون من توجيهاته بمجرد دخول المباراة للدقيقة عشرين، كيف لا وقلبي الدفاع يصعدان في آن واحد للمشاركة في الركنيات تاركين مهمة التأمين الدفاعي لحظة الفقدان لمصعب.
×كيف لا ورمضان يرفض اللعب في الطرف الأيمن، كيف لا وعلاء يوسف لا يريد العودة لقلب الدفاع، كيف لا والرجل يشاهد تراوري يعبث بنفسيات الجماهير ولا ينصاع لتوجيهات الكرسي الفني ويمارس «السبهلليية» ولا يستطيع المدرب إخراجه من المعلب، كيف لا والبلجيكي يقول لأمير كمال نفذ ركلة الجزاء خلال جولة النسور وترواري يتمسك بتنفيذها رغماً عن أنف المدرب.
× كيف لا والبلجيكي يترك حرية التعبير عن النفس متاحة لجميع اللاعبين كيف لا وهو يشاهد تداخل الاختصاص بينهم، كيف لا هو يشاهد تدخل المهاجمين بعمل صناعة اللعب، وتدخل صناعة اللعب بمهام الأطراف، وتدخل الأطراف بمهام قلبي الدفاع، وتدخل المحور بعمل الهجوم، كيف لا وعدم الالتزام الوظيفي أستمر لسبعة مباريات متتالية دون أن يعاقب البلجيكي لاعبيه، أو يقوم بتعديلات تكتيكية تقضي على العشوائية الأدائية، كيف لا وهو يترك أبوجريشة يعيد اللاعبين المتمردين للفريق دون عقوبات كيف لا وهو المدرب المسئول الأول عن فريق كرة القدم أمام الجميع.
في القائم
×مع كل ذلك أعود لأقول بأن البلجيكي من المدربين الذين يحتاجون لوقت طويل حتى يدخلون في فورمة الأندية هذه حقيقة شخصيته ولا يمكننا تغيرها..!!
×البلجيكي لم يتعرف حتى اللحظة على مشاكل المريخ الحقيقية لضعف تجربته الأفريقية وما يفعله اللاعبين من «عصيان خفي» مرده ضعف الخبرة التدريبية..!!
×هو ليس مذنباً؛ المذنبين هم من شاركوا في التخلص من المدربين المميزين الواحد تلو الآخر دون أن يرمش لهم جفن..!!
×عندما تمسكنا بالمدرب السابق برغم سيئاته ذلك لان إيجابيات بقاءه أكثر من تلك السلبيات ولكن كيف ذلك وهنالك من ينظر تحت قدميه دائماً..!!
×أحمد الله أنني كنت من المتمسكين بالمدرب كروجر، وأحمد الله أنني كنت من المتمسكين ببقاء المدرب المصري-البدري..!!
×كما أحمد الله لأنني كنت من المتمسكين بالبرازيلي ريكاردو، وأحمد لله أنني كنت من الرافضين للتخلص من غارزيتو ورادان بسبب الخسارة في النهائيات..!!
×لا لشيء سواء أنني أؤمن بأن المرحلة التي وصلناها بفضل الله وبفضلهم لن تتكرر يومياً بكوكب المريخ..!!
×الكل مشارك في جريمة عودة المريخ لصفر البداية واختزال جهد المدربين..!!
×أنا أيضاًَ أعترف بمشاركتي مع المذنبين في التخلص من بناء موسم كامل في «لحظة»، ذلك لأنني لم أستطع إقناع الأقلبية المناهضة للجهاز الفني بضرورة الصبر..!!
×لكن يبقى عزائي الوحيد في أنني حاولت ورفضت ولم أنجح، ولولا ذلك لما أستطعت كتابة حرف واحد، خجلاً من جريمة التخلص من قوة المريخ لصالح ضعفه..!!
×مدرب المريخ حال أستطاع فرض شخصيته على اللاعبين وحال قام بثورة داخلية، يمكن للمريخ التميز أفريقياً، أما بطريقته الحالية فلا أظن أن الأمر بمتناوله ..!!
×بعض اللاعبين يدعون الإصابة لأنهم يريدون عدم المشاركة في الخروج الأفريقي حال حدث..!!
×حال أتى المريخ بنتيجة جيدة من نيجيريا عندها يعودون وكأن شيئاً لم يكن، وحال كانت النتيجة سيئة يواصلون إدعائهم الإصابة كيف لا والمدرب لا يعلم بحقيقة إصابتهم متى وإين..؟!
×بعضهم يفرض على المدرب المشاركة في خانة بعينها وبعضهم يرفض التوليف وتلك الحقيقة تعجل بخروج المريخ لأن المدرب يجب أن يكون قوياً ويضع لاعبيه بين ظفريين إما المشاركة في الخانة التي يريدها الجهاز الفي أو الجلوس في الكنبة ولا كبير على الفريق أو على المدرب..!!
×التعادل أو الخسارة أو الفوز لا تحتاج لفريق قوي والمريخ يمكنه خسارة النقاط حتى وهو في أفضل حالاته..!!
×ولكن الخسارة الحيقيقة تكمن في مجاملة الإدارين على حساب فريق كرة القدم..!!
×الخسارة الحقيقة تكمن في قبول السمسرة من السماسرة المعروفين، ورفض سمسمرة المدرببين..!!
×خسارة مباراة يمكن تعوض في مباريات أخرى، ولكن خسارة مجهود موسم كامل تحتاج لأكثر من موسم لتعويضها..!!
×وهُنا يكمن الفرق في «التفكير» بيننا وبين اللذين ينظرون أسفل أقدامهم..!!
×قد يقول أحدهم بأن هذا الحديث ليس وقته، ولهم أقول بأنه أفضل الأوقات ليعرف كل شخص ما له وما عليه، حتى لا نخدع القراء بأن المريخ على مايرام..!!
×لن نخدع أحداً هذه مسؤليتنا تجاه أنفسنا وتجاه القلم، قبل أن تكون مسؤليتنا تجاه الكيان..!!
شبك خارجي
# للمرة العاشرة : التجربة مستشار حكيم..!!