تراوري في الوسط.. لما لا..؟!
Hosssam4H@Gmail.com
×قبل التوجه للقلعة الحمراء ومتابعة جولة المريخ أمام الفرسان كنتُ متأكداً من أن الفريق الضيف سيقدم خدمة ممتازة للبلجيكي إيمآل، والذي سبق وأن أشاد بخصميه السابقين ممثلين في كل من: الأمير البحراوي والنيل شندي، فالرابط المشترك بين هذه الأندية هو لعب كرة قدم نظيفة بعيدة عن الأداء العنيف ومحاولة قتل الوقت، الأمر الذي تحقق فعلياً في ظل تميز أهلي الخرطوم بتوليفة جيدة من اللاعبين ومدرب تونسي يعرف كيف يوزع المساحة بين عناصر فريقه ادخل أرضية الميدان.
×المريخ لم يُكذب خبراً في ضوء توفر الخصم المثالي الذي يبحث عنه المدرب واللاعبين، فالأحمر لا يحتمل كشفه فقدان أي لاعب جديد للإصابة، ما يفيد بأن المعادلة المطلوب تحقيقها تتمثل في النصر مع العرض والخروج من الملعب سالمين، وهو الأمر الذي تم تحقيقه عن جدارة وتمت إضافة نقطة مهمة تمثلت في عودة كل من رمضان عجب بجانب الزجاجي بخيت خميس بعد غياب دام طويلاً.
×المريخ بدأ الجولة بصورة سريعة تبحث عن وصول لمرمى الخصم وبدا واضحاً عودة بجهة المريخ اليسرى القوية التي تميز بها خلال المنافسة الأفريقية في الموسم الماضي متمثلة في الثنائى كوفي ومصعب، ما فتح المجال لتبادل الكرات بصورة سلسة على الأجناب ما أتاح لتراوري النزول لعمق الوسط وتقديم تمريرات مميزة، وضعت مصعب في مواجهة المرمى وعوضاً عن التسديد من داخل منطقة الجزاء فضل الأخير الحصول على ركلة جزاء بتمثيل مكشوف تعامل معه قاضي الجولة بصورة صحيحة.
×قدم كل من: تراوري ومصعب وكوفي على الجبهة اليسرى اداءاً مميزاً، بالإضافة إلى تميز علاء و ضفر وعنكبة في الجانب الأيمن ما أعاد التوازن المفقود لمنطقة المناورة، وهو الأمر الذي ظللنا نتحدث عنه خلال المقالات السابقة، إذ ساهمت تلك الرؤية في ظهور المريخ بمظهر فني شرس، ظل يهدد دفاعات الخصم قبل وبعد إقصاء مدافعه الذي أعاق كوفي من الخلف وهو في وضع انفراد تام بفضل تمريره تراروي، التي فشلت معها كل محاولات الحكم المساعد الثاني الذي ظل يتعامل مع معظم الحالات بمنظور واحدة متناسياً أن التسلل يتحقق عند تحرك اللاعب لحظة التمرير وليس العكس.
×النعسان وجد صعوبة كبيرة خلال هذه المباراة في ظل تواجد المخضرم خليفة لاعب الهلال والموردة الأسبق، فكانت معركة الحجم والمهارة والخبرة حاضرة في عمق الوسط، مما صعب من مهمة النعسان ولولا تميز مريخ البلجيكي إيمآل بالمرونة التكتيكية وتبادل المراكز والذي وفر الحركة والهروب للاعب المهاري لفقد المريخ عنصر مهم بوسط الميدان.
×من مميزات جولة المريخ أمام الأهلي أنها كشفت للمدرب عدد اللاعبين الذين بإمكانهم إفتكاك الكرة من أول لمسة، ونقصد بالتأكيد الثنائي علاء يوسف وأمير كمال في ظل فشل الجميع في مجاراة مهارة مقدمة أهلي الخرطوم الهجومية، في ضوء تبادلها السلس للكرة في عمق دفاعات المريخ، ما عرض الفريق لخطر كبير في بعض دقائق المباراة، فالفرسان اقتربوا من تعديل النتيجة في عدة مناسبات برغم النقص العددي.
×بعد دخول رمضان وراجي زاد عدد الذين يفتكون الكرة من اول لمسة، في ظل ركض بقية اللاعبين بقيادة عمر بخيت ومصعب وعنكبة وضفر حول حامل الكرة في مساحات شاسعة دون وتضيق الخناق عليه، دون اقتلاعها من أول محاولة، وهنا فالمدرب مطالب بتحقيق التوازن لتوليفته عند مواجهة خصم يتميز بالمهارة والسرعة عند تناقله الكرة، وعليه فإن المريخ المطلوب أفريقياً يختلف عن المريخ المحلي وتلك هي زبده الفائدة التي قدمها أهلى الخرطوم للمدرب الجديد بالمريخ حسب رأيي الشخصي.
×أيضاً حملت المباراة عدة حلول فنية أضافها المدرب الجديد، فقد شاهدنا كيف نزل تراوري لوسط الملعب لتبادل التمريرات و المساهمة في صناعة الهجمات برغم عودة الأخير لأسلوبه القديم عند الفقدان، والمتمثل في عدم الركض لاستعادة الكرة، ما وضعه خارج حسابات المدرب السابق، ولو وجد المدرب الجديد شفرة ترويض المهاجم المالي فالمريخ دون شك سيكسب ممر كرات عالي الطراز بمنطقة المناورة كيف ذلك سنرى..!!
×أولاً:صناعة هجمات المريخ الذي يتم في الثلث الأخير خلال الموسم الحالي لن يجدي نفعاً في حال واجه الأحمر خصماً يجيد نقل الكرة بسرعة أو يتميز الارتداد السريع، ونجد حالياً بوسط المريخ كل من عمر بخيت وعلاء يوسف يمكنهما المساهمة في صناعة الكرة الهجومية ومساندة الأطراف والأجنحة في إكمال مثلث العمليات، لكن بالنسبة لمنطقة المناورة فالثقل الفني والتمريرة القاتلة مفقودة بشكل دائم في ظل ضياع النعسان في زحمة السيقان، وميول مجدي عبد اللطيف للاستعراض وتلك المشكلة قلت بعد نزول رمضان وراجي في ظل تميز الثنائي بالتخزين وحسن التصرف بالكرة دون التخلص منها ودون محاولة المراوغة خيالية.
×ثانياً: هنالك تجربة مماثلة حدثت بفريق مانشستر يونايتد فبعد اعتزال الاسطورة اسكولز لم يجد الفريق لاعب مميز يقدم الكرات على طبق من ذهب للمهاجمين بالإضافة إلى مشاكسته الدائمة بمنطقة المناورة، وهنا قام السير فيرغي بإعادة المهاجم روني لمنطقة الوسط فمثل ذلك التغير نقطة تحول كبيرة بمستويات الشياطين الحمر ونجد أن المهاجم وبرغم استيائه من تلك المهام ومطالبته الرحيل إلاّ أنه رضخ في الأخير لخيار المدرب وتحقق المطلوب.
×المريخ به عدد كبير من المهاجمين ويمكن للمدرب أن يضع عنكبة في خانة الجناح الأيمن خانته المفضلة التي جعلته يوقع في دفتر احتياجات المريخ قبل موسمين، والتي قدم خلالها جولة مميزة ليلة الأمس، فاكل شاهد تمريرته العرضية المحسنة التي فشلت معها كل محاولات تراروي في إصابة المرمى، برغم وضعه المريح للتسديد، ويمكنه كذلك بعد عودة بكري أن يضع الأخير في خانته المفضلة كمهاجم صريح و تحقيق مبدأ اللاعب المحطة، وهي ميزة تعطي القادمين من الخلف الكرات المحسنة، بالإضافة إلى تجهيز كوفي بدنياً وذهنياً للعب في خانته المفضلة بالجناح الأيسر ، مع عودة تراوري لمنطقة المناورة في الخانة التي يلعب بها النعسان حالياً فالأخير برغم مهاراته يحتاج الخبرة والتدرج ولم يحن وقت الاعتماد الكامل عليه حتى الآن.
في القائم
×فرصة الهدف الأول وإنفراد مصعب عمر تؤكدان على أهمية عودة المالي لوسط الملعب..!!
×كذلك الفرصة التي وجدها كوفي وكفلت للمريخ الاستفادة من النقص بعد طرد المدافع تصب في صالح عودة المالي للوسط..!!
×أيضاً تمريرة ركلة الجزاء وتبادل الكرة داخل التمناشر تحققان مبدأ الجماعية بعودة المهاجم المالي..!!
×فيما يتعلق بتسجيله الأهداف فالأمر متاح له سواء أكان يلعب في الهجوم أو صناعة اللعب.
×مشكلة المالي تمثل في العناد وعدم المطاردة لحظة الفقدان..!!
× في حال استطاع المدرب التعامل مع تلك النقطة وإقناع الأخير بمبدأ الجماعية وروح الفريق يمكن للمريخ أن يكسب صانع ألعاب مميز..!!
×لاسيما والفريق فقد العناصر التي تجيد هذه الخانة خلال التسجيلات الماضية..!!
شبك خارجي
# في التخطيط للهجوم، يكون لدى الأفراد أدواراً مختلفة..!!