إِذا هَـبَّـتْ رِيـاحُــكَ..!!
Hosssam4H@gmail.com
×العنوان أعلاه؛ عبارة مقطع من قصيدة للأمام الشافعي تم استخدامه كمثل يفيد بأن المرء عليه أن يغتنم فرصته على أحسن ما يكون ونجد أن المهاجم الوطني محمد عبد المنعم الشهير بعنكبة جسد تلك الرؤية بعد دخوله كبديل خلال جولة الأمس أمام الأمير البحراوي، ذلك بعد تعرض المهاجم المالي تراوري للإصابة متأثراً بعناده الكبير والمستحيل أحياناً في إصابة مرمى الخصم.
×دخول عنكبة مثل نقطة تحول كبيرة في مجريات المباراة فبعد دقائق حافلة بالندية والفشل في فك شفرة دفاع الخصم جاء المهاجم عنكبة بحماسه المعهود ومشاكساته الدائمة ليشكل نقطة ضغط كبير على دفاع الأمير، والذي أناب عنهُ القائم في صد تسديدات عنكبة خلال مناسبتين في ظل فشله الواضح أي الدفاع في التعامل مع السرعة الكبيرة لهداف الدوري في نسخته السابقة أضف لذلك مرونته الهجومية.
×المريخ في شكله العام قدم جولة متباينة المستوى كما جرت العادة، ذلك إثر أنفصام شخصية الفريق وتعامله للامركزي مع الخصم، ونتاج فشل محاور الفريق في التنسيق بين دورها الهجومي والدفاعي، ففي بعض الأحيان شاهدنا صعود الثنائي علاء يوسف ورفيقه عمر بخيت للهجوم تاركين مهمة البناء من الخلف للدفاع، وتلك النقطة تحتاج «وقفة نظام» ومراجعة من قبل الكرسي الفني، إذ لا يعقل أن تبدأ الهجمات من قلب الدفاع مباشرة إلى دفاعات الخصم من خلال الكرات العالية في ظل دخول ستة لاعبين بزحمة السيقان التي يُشكلها الخصم أمام مرماه.
×أيضاً هنالك خلل فني آخر يتمثل في التعامل مع الكرات العكسية فقد شاهدنا كيف وجد المهاجم عنكبة نفسه في وضع مميز للتسديد من خلال الركنية التي نفذها المخضرم عمر بخيت من الجبهة اليسرى، فقد ذكرت قبلاً في هذه المساحة بأن العكسيات الخطرة هي التي ينفذها اللاعبين بالمقلوب، فالركنية أو الركلة الحرة غير المباشرة حال كانت بالجانب الأيمن يجب أن ينفذها من قبل لاعب أيسر القدم والعكس صحيح، ففي مثل هذه الحال يفشل الدفاع في التعامل مع الكرة والحارس لا يستطيع الخروج من مرماه فالكرة تكون بعيدة عن متناوله بما يكفي المهاجمين للاستفادة منها.
×خلال جولة الأمس دخل المريخ بخطة «4-5-1» المتحولة لحظة الهجوم لـ«4-3-3» ذلك بتواجد مهاجم محطة وثنائي هجومي يلعب على الأجنحة يتمثل في صاحب المجهود بكري المدينة واللاعب الغاني أوكرا الذي فشل في مجرد الظهور ناهيك عن تشكيل خطورة على الخصم، وفشله ذاك شاركه فيه النعسان خلال الشوط الأول؛ لكن هل يعود ذلك الفشل للاعب أم لخطط المدرب، فالمعروف عن أوكرا الخطورة من خلال الهجمات المرتدة، وكذلك التمريرات القصيرة البينية، تلك المميزات لم تتوفر له خلال النصف الأول من الجولة نتيجة تقدم محاور الفريق وتدخلها في اختصاص صناعة اللعب ومهام الأجنحة، ما أثر بصورة كبيرة في شكل المريخ الهجومي ولولا سرعة عنكبة لما استطاع المريخ تسجيل هدف خلال الشوط الأول، إثر اعتماده التام على الإرسال الطويل والذي أثبت عدم جدواه فالكرة الطويلة تعود لدفاع المريخ من خلال المرتدات وكثيراً ما تعود ارساليات المدافعين أدرجها سالمة في ظل التمركز الجيد والطول الفارع لدفاعات الأمير بقيادة المخضرم طارق مختار.
×أيضاً من ضمن الملاحظات التي خرجنا بها من ملعب الخرطوم العتيق، نسيان محمد عبد الله ضفر لمهام الطرف الأيمن في ظل تسببه المباشر في هدف الخصم بعدم حسمه اللاعب الأمير الذي رفع الكرة بسهولة إثر غياب المزاحمة من ضفر، وقد شاهدنا علاء يوسف يتعامل مع ذات اللاعب في أحدى الكرات بصرامة أخرجت اللاعب والكرة في آن واحد خارج الملعب، في ذات اللحظة التي فكرة فيها الأخير برفع الكرة أمام مرمى المريخ، وقد شاهدنا كذلك بكري المدينة يقوم بواجبات الطرف الأيمن الدفاعية في أكثر من مناسبة في ظل تقدم ضفر للهجوم متناسياً وجباته وتلك النقطة تعود بنا للجهاز الفني الذي يترك حرية التعبير عن النفس متاحة للجميع، وهو ما يسمى في كرة القدم بالخلل الوظيفي والتنظيمي.
×أجمل ما في المباراة مشاركة النعسان للمرة الثانية على التوالي والتي شفتّ عن صانع لعب ماهر يجيد قراءة الملعب وتقديم الحلول التقنية اللازمة للفريق، بجانب إجادته تسجيل الأهداف، كما جاءت عودة مجدي عبد اللطيف المتسبب في فرصة كادت أن تعطي الأمير فرصة تعديل الفارق للمرة الثانية، من خلال فشله في التفاهم مع مصعب عمر «الخلل التنظيمي والوظيفي»، مما أدي لقطع الكرة وتشكيل خطورة كبيرة إلاّ أن تسديدة مهاجم الأمير ذهبت أدراج الرياح، غير ذلك نجد أن اللاعب الملقب بالجراح عاد لهوياته المحببة في تقديم الحلول الفنية بوسط الميدان.
×من اللاعبين الذين لم يشعر احد بوجودهم خلال جولة الأمس نجد المخضرم عمر بخيت في مقدمة الترتيب في ضوء فشله الدفاعي و الهجومي إلاّ في لقطة واحدة خلال النصف الأخير من الشوط الثاني، يليه الغاني أوكرا ونجد أن الكرسي الفني تسبب بصورة أو بأخرى في عدم الاحساس بوجود هذا الثنائي، ذلك نتيجة اعتماده على الارسال الطويلة وعدم النقل الممرحل للكرة من الدفاع للهجوم.
في القائم
×خلال الشوط الأول استلم علاء الدين الكرة واللتف حول نفسه قبل ان يتبادلها مع مصعب وبكري فكانت النتيجة تسديدة لعنكبة اصطدمت بالقائم..!!
×أيضاً ومن خلال هجمة ثانية بذات الطريقة أستلم علاء الكرة ولف حول نفسه وتبادل الكرة بينه والنعسان وبكري فأصطدمت تسديدة عنكبة بالقائم..!!
×ذكرت الحالتين للتأكيد على أهمية اللاعب الذي يحفاظ على الكرة بمنطقة المناورة وما يشكله من ثقل فني يقود زملاءه لفتح المساحات وبالتالي تهديد دفاعات الخصم..!!
×برغم مهارة النعسان ومجدي وبرغم مميزات أوكرا إلاّ أن عودة جابسون وراجي مهمة جداً لوسط المريخ الهجومي لذات السبب المذكور أعلاه..!!
×سبق لأمير كمال في جولة الرابطة كوستي أن وضع عنكبة في وضع انفراد وتسديد من خلال التعمق في دفاعات الخصم بذات الطريقة المذكورة..!!
×خلال جولة الأمس تفوق علي جعفر على أمير كمال من خلال إقتناصه لعدد كبير من الكرات ومن خلال فرض شخصيته على المنطقة الخلفية..!!
×أمير كمال لعب بثقة زائدة وتركيز أقل مما جعله يفقد أحدى الكرات لصالح المهاجم رقم«9»، ونظن أنه تأثره بالتقول على صلاحياته من قبل علي جعفر والأمر يعود لعدم فرض الانضباط التكتيكي من قبل الكرسي الفني.
×المريخ سيفوز خلال المباريات المحلية بسبب الفرص الكثير التي يجدها أمام مرمى الخصم..!!
×لكن تلك الفرص لن تتأتى له في المنافسة الأفريقية في ضوء تميز الفرق هناك بالانضباط الوظيفي وتضيق المساحات، لذا فالكرات الطويلة لن تجدي نفعاً وقتها..!!
×على الجهاز الفني العمل على تعديل شكل الفريق العام، برغم أن الوقت لا زال مبكراً على تشرب اللاعبين لفلسفة المدرب البلجيكي حديث العهد بالفريق..!!
×مع ملاحظة أن أخطاء علي جعفر أو بطء عمر بخيت وعشوائية بناء الهجمة عوامل يمكن تفاديها من خلال العمل الجماعي ومعرفة كل لاعب لحدود اختصاصه داخل الملعب..!!
×خلال جولة الأمس وجولة مريخ الفاشر تخلص المريخ من عيبه المتمثل في عدم الاستفادة من الكرات الثابتة، ونتمنى أن يتم تفادي بقية السلبيات في قادم المباريات فكل بداية تكون صعبة..!!
شبك خارجي
# ليس للأمور بصاحب من لا ينظر في العواقب..!!