الشروع في الإصابة وقانون الغابة..!!
Hosssam4H@gmail.com
×خرج المريخ من مطب النقعة الثاني متأبطاً نقاط الجولة الثلاث، ذلك بعد سيناريوهات مارثونية شهدتها المباراة، في ظل تقديم الفريقين لتكتيكات متنوعة في مختلف دقائقها السبعة وتسعين، إذ شهدنا شوط أول رتيب لا يمت لكرة القدم بصِلة، تبادل خلاله اللاعبين العشوائية الفنية على أصولها، ذلك في ضوء محاولات لاعبي المريخ غير المركزة لإصابة مرمى الخصم، والتي قابلها دفاع مستميت من قبل عناصر السلاطين الحُمر.
×أختلف مظهر المريخ قليلاً في هذه الجولة عن جولة الخيالة، ونقول مظهره لأننا شهدنا مشاركة عبدُه جابر وبكري وتراوري وضفر في الوسط و المقدمة الهجومية، على عكس جولة الخيالة التي دخلها المريخ مهاجماً بكل من عنكبة، تراوري، وبكري، كوفي ، وأوكرا، ونجد أن المباراة أفصحت عن تحول كبير في العمل التكتيكي.
×أثناء متابعتي لجولة المريخ الأولى بملعب النقعة قُلت لمحدثي أن هذه المباراة ليست مباراة يمكن أن يشارك بها الغاني أوكرا أو مواطنه كوفي فالثنائي لديه خطورة كبيرة تتمثل في نقل الكرة الأرضية السريعة، والملعب الذي أقيمت عليه الجولة لا يسمح للثنائي الغاني بممارسة هوايته المحببة في المراوغة وتبادل الكرات البينية القصيرة، قبل أن تتأكد مقولتي تلك بعد أن أضاع الغانيين فرصتين سانحتين للتسجيل من شبه انفراد بالمرمى.
×خلال جولة المريخ أمام السلاطين شاهدنا عبدُه جابر يقدم مجهود كبير في تخزين الكرة وتمريرها للقادمين من الخلف، ومن أحدى تلك الكرات أقترب المهاجم تراوري من إصابة المرمى في خواتيم الشوط الأول الذي خلا من أي ملمح هجومي منظم للمريخ فيما عدا بعض المحاولات الخجولة والسبب يعود للتسرع في التخلص من الكرة وعدم تقارب خطوط اللعب بما يسمح بتبادل الأدوار والمراكز.
×أيضاً تابعنا خلال ذات الشوط هجمة منظمة يتيمة في الدقيقة «43» خلالها تبادل الكرة كل من : بكري المدينة تراوري ومصعب انتهت بركنية للمريخ بعد فشل دفاع السلاطين في تشتيتها بعيداً عن حدوده مثلما جرت العادة مع متبقي الهجمات، وفشله ذاك يعود لتقارب المسافة وبناء مثلث يتكون من بكري وتراوري ومصعب، بينما قام عبدهُ جابر بسحب مدافع لداخل المنطقة فوجد المثلث نفسه أمام لاعبين فقط فتخلص تراروي من الأول بتمريرة متبادلة تلاها «كبري» مع محاولة رفع الكرة قبل أن تتحول لركنية.
×الهجمة أعلاه؛ تحدثت عنها بوصف تام ودقيق لتبيين أن التقارب في الخطوط وتبادل المراكز، والعمل الجماعي أفضل بمائة مرة من المحاولات الفردية التي ظل يقدمها كل من: بكري تراوري عنكبة كوفي وأوكرا خلال مباريات المريخ الأخيرة، سواء أكانت بملعب النقعة أو بالقلعة الحمراء.
×بما أن المدرب البلجيكي إيمآل أبعد الثلاثي عنكبة وكوفي وأوكرا عن التوليفة الأساسية لجولة النقعة الثانية امام السلاطين ودفع في المقابل بعبدُه جابر وضفر ، بالإضافة إلى تفكيره المسموع قبل الجولة بالاستعانة بالواعد النعسان، فإن المشكلة التكتيكية التي ذكرناها معروفة بالنسبة له، ويعمل على تقديم الحلول التي تقي المريخ شرور الجهد المبدد بعدم التمركز السليم وتقارب الخطوط والإصرار الفردي على إصابة المرمى.
الشروع في الإصابة
×خلال جولة المريخ أمام الرابطة كوستي تعرض مدافع الفريق علي جعفر لإصابة بالغه جراء التعرض للضرب بالكوع، كفلت له ارتداء عمُامة أنيقة من الشاش الملفوف، ذلك دون التدخل الحاسم من قاضي الجولة.
×إيضاً وفي ذات الجولة تعرض المهاجم تراوري للإعثار المتعمد بلعبة خطيرة وعنيفة داخل منطقة جزاء الخصم وهو في حالة تسديد ولم نشهد أي تدخل من قاضي الجولة بطرد المدافع بغض النظر عن امكانية احتسابه ركلة جزاء للمريخ من عدمه.
×أيضاً وخلال جولة المريخ الأولى برسم الدوري تعرض علاء يوسف لحالة مماثلة من مدافع المريخ كوستي، وكذلك تدخل علاء ذات نفسه بلعبة خطرة مع أحد لاعبي الخصم تستوجب العقوبة ومع ذلك لم نشهد أي ردة فعل من قاضي الجولة.
×خلال جولة الأمس بملعب النقعة تعرض حارس المريخ للطرد رفقة مهاجم السلاطين وكان القرار سليماً من قاضي الجولة، الذي كان عليه طرد تراروي خلال الشوط الأول بعد تعمده إصابة مدافع السلاطين بدون كرة، وذات الجولة شهدت تدخلات عنيفة من لاعبي السلاطين لم يتخذ تجاهها الحكم الإجراء السليم.
×هنا يطرح السؤال نفسه متسولاً إجابة، هل الشروع في إصابة لاعب بصورة خطرة أو تعمد العنف غير المبرر يستوجب التوبيخ الشفوي فقط دون استخدام البطاقات الملونة..؟!
×نحن هنا نتحدث عن العنف المتعمد الذي يؤدي إلى إصابة اللاعبين سواء أكان بكرة أو بدون كرة، فهل حماية اللاعبين بغض النظر عن فريقيهم غير مدرجة في اجندة حكام الممتاز، وهل تم تدريبهم على التعامل في كل الحالات بذات البرود أم أن أجساد اللاعبين لا تهم لجنة التحكيم المركزية.
×منافسة الدوري الممتاز مرتع خصب للإصابات جراء التدخلات العنيفة من اللاعبين، والغريب أن ذلك الأمر يتم تحت رعاية وإشراف طاقم التحكيم الذي لديه منظار موحد فيما يبدو سيتخدمه في تقيم تدخلات اللاعبين وشروعهم في إصابة زملائهم بالملاعب.
×على لجنة التحكيم المركزية تدريب الحكام على التفرقة بين الحالات التي يتم خلالها الطرد المباشر وتلك التي يتم خلالها الإنذار الشفوي أو بالبطاقة الصفراء.
×ذلك قبل أن يتفاقم الأمر ويعتقد اللاعبين أن المباريات مكان دائم للمصارعة الحرة والضرب بالكرة أو بدونها في ظل تعامل الحكام بالا مبالاة تجاه رد الحقوق لأصحابها.
×تنص المادة «12» القرار رقم «1» من قانون كرة القدم بـأن: « اللاعب الذي يرتكب مخالفة تستحق انذار أو طرد ، سواءً داخل أو خارج ميدان اللعب ، سواءً أكانت باتجاه الخصم ، أو زميله في الفريق ، أو الحكم ، أو الحكم المساعد أو أي شخص آخر ،يجب تأديبه وفقاً لطبيقة المخالفة المرتكبة».
×كما ينص القرار رقم «2» من ذات القانون بـأنه: «يعتبر حارس المرمى مسيطراً على الكرة عن طريق لمسها بأي جزء من يده أو ذراعه، حيازة الكرة تشمل ابعاد الكرة عنه عمداً ، لكنها لاتشمل الحالات التي تكون ، في تقدير الحكم ، مرتدة عرَضياً من الحارس .
على سبيل المثال ، بعد ان قام الحارس بإنقاذ للكرة».
×فيما ينص الـقـرار رقم «4» بان «التـزحلـق ، الذي يـهـدد سلامـة الخصـم ، يجب أن يعـاقـب كـ خطـورة في اللـعـب»..فهل يدري حكام الممتاز ماهي الخطورة في اللعب..؟!
في القائم
×برغم دخوله في الشوط الثاني وبرغم سوء أرضية الملعب إلاّ أن النعسان كان البديل الناجح لمدرب المريخ..!!
× النعسان صنع الهدف الثاني ببراعة يُحسد عليها، أضف لذلك تقديمه لعدة تمريرات تنم عن مهارة وعقلية كروية مميزة لهذا اللاعب..!!
×ننتظر مشاركة اللاعب بصورة متكررة حتى نحكم عليه الحكم السليم، فالجولة السابقة وحدها لن تكون كافية عند تقيمنا له..!!
×ثقافة الحكام السودانيين موضع شك دائم في ظل عدم تفرقتهم بين العنف المبرر والغير مبرر..!!
×خطأ علي جعفر في الشوط الأول صاحبته مخالفة لم يحتسبها الحكم مع ذلك على المدافع التركيز في المباريات القادمة..!!
× متعة كرة القدم الأهداف، ونجد أن المباراة شهدت ثلاث أهداف بديعة لاسيما هدفي تراروي وابراهيم جعفر الصاروخيين ..!!
×بالنسبة لي هنالك أمر يضاهي متعة الأهداف، فالتنظيم الجيد للاعبين والتبادل السلس للكرة والبناء التكتيكي للهجمات عوامل تجعلك تستمع بأن هنالك كرة قدم حقيقة تجري أمامك..!!
×بعد تسجل المريخ للهدف الأول بدأت مباراة جديدة بين الفريقين في ظل انفتاح الطرفين الهجومي ومحاولة تهديد الأخر..!!
×لذا كانت هنالك متعة في الأداء والاهداف، على خلاف جولة الخيالة التي قال عنها مدرب المريخ بأنها اسوأ كرة قدم يشاهدها طيلة حياته..!!
×ننتظر من لجنة التحكيم المركزية إعادة تدريس المادة «12» والقوانين المصاحبة لها، ذلك في ضوء معرفتنا التامة بأن الحكام بشر أو كما تقول الشماعة الدائمة..!!
شبك خارجي
# ليس هناك خطأ أكبر من عدم الإعتراف بالخطأ..!!