مريخ (2015):
بين ظفرين
مقدمة: هنالك عدد من الأمور التي من شأنها وضع موسم المريخ الجديد موضع الخطر؛هي بضع عوامل تهدد بصورة صريحة مسيرة الفريق القادمة، إلي جانب طموحاته في الذهاب بعيداً في المضمار الأفريقي الصعب،بالإضافة للتتويج بالألقاب المحلية، والذي يعد الأمر البديهي في عُرف المريخاب؛خلال أي مواسم تكون هنالك بعض التوقعات بالنجاح،تقابلها توقعات بالفشل،وتكون هنالك بعض التكهنات بمسيرة حافلة بالنجاح أو الفشل قياساً على الواقع المعاش للفرق، من حيث النجاح في الترتيبات للموسم، مع البعد عن الأخطاء المتوقع حدوثها بشيء من الحنكة والخبرة، وهنا نحاول تسليط الضوء على تلك الجوانب المهمة في مسيرة مريخ(2015)..
تجانس القطاع الرياضي
من
حيث الجوانب الإدارية يدخل المريخ موسمه الجديد بوجوه جديدة أو مستحدثة في قطاع
كرة القدم،ويعد التجديد في جسم القطاع الرياضي بالنادي أمر بديهي في ظل تكراره
خلال سنوات طويلة مضت حافلة ومتباينة من حيث النجاحات أو الفشل،هو شيء طبيعي في
مضمار كرة القدم،تكوين القطاع الرياضي الجديد يحتوي بعض الوجوه التي تتكئ على
أرشيف إداري ضخم،و بغض النظر عن كونه أرشيف (جيد أو سيء)،فالخبرة هي المتحكم
الرئيسي في نجاح وصفة القطاع الرياضي الجديدة التي تحتوي على ثلاث قادة هم على
التوالي (عبد الصمد،حاتم عبد الغفار،أبو جريشة)،مما يعني إضافة نوع من الأمان
للقطاع حال نظرنا له بعين الخبرة والتجربة في العمل التي يتميز بها الثلاثي،وفي
المقابل هنالك نوع من التناقض من حيث الشخصيات وطريقتها في تسير دفة الأحداث
بوتيرة تختلف من شخص لآخر،مع ذلك يفتقد القطاع الرياضي لعنصر مهم هو اللاعبين
القدامى من حيث العددية القليلة لهم في القطاع بناءاً على ممارستهم المهنة، والتي
أخذت من عمرهم الكثير،الخيارات المذكورة أعلاه لديها القدرة علي تسير دفة القطاع
بصورة جيدة قياساً على الخبرات وحال تم تقديم المصلحة العليا للنادي على ما سواها
ستكون المسيرة أقرب للنجاح منه إلى الفشل.الاستقرار الفني
من الأمور التي أرهقت كيان المريخ في المواسم الماضية الإحلال والإبدال المستمر في الكرسي الفني،وذلك بعد أن سجل النادي رقماً قياسياً في تبديل المدربين وتوافدهم المستمر للقلعة الحمراء، التي لم تعرف استقرارا في الجهاز الفني لأكثر من موسم على الأكثر،والراجح في المريخ هو إقالة المدرب أثناء الموسم أو عند الخواتيم الفاشلة، وهو الأمر المعمول به في بعض الأندية حول العالم،لكن الغير معقول هو عدم استمرار المدرب لأكثر من موسم في فريق يطمح في الحصول على لقب أفريقي يؤانس وحدة كأس مانديلا،الذي مضى على التتويج به ربع قرن كامل...في الموسم الحالي أتجه المريخ للمدرسة الفرنسية متمثلة في شخصية المدرب غارزيتو،بجانب الحفاظ على الجهاز الفني القديم بقيادة الخبير برهان والشاطر محسن، ما يعني توفر التركة الفنية إلي حد ما، مع ذلك يحتاج اللاعبين للاستقرار من حيث الحصول على الجرعات التدريبية واستمرارها من مشرب واحد لتكون المهمة ميسرة لهم في سبيل التطور وتقديم مواسم حافلة بالإنجازات..وبالطبع الفشل في كرة القدم أقرب من النجاح لاسيما في الأندية السودانية التي لا تملك شفرة الاستدامة في القمة،مما يؤكد على أهمية الهدوء عند الخسائر أوالفشل إن حدث، وذلك للمحافظة على الموجود ومحاولة تطويره للأفضل فهو الحل الأمثل لتجاوز المحطة الحالية للأندية السودانية.
أطراف اللعب
تمثل الأطراف في خطط كرة القدم الحديثة الحل الأمثل لتجاوز الخصوم،وذلك لما توفره أطراف اللعب من خيارات متعددة للمدرب بحيث تعتمد كل خطط كرة القدم الحديثة على تأمين طرفي الملعب، مع استخدام قدرات العناصر المتميزة في هذه الخانة من حيث السرعة والتحول بالهجمة،وكذلك الانتشار وشد الملعب إلى جانب الخدمات الدفاعية الكبيرة التي تقدمها هذه الخانة الحساسة، فالأطراف المثالية هي من قادت فرق كبيرة على انتهاج مبدأ الاستحواذ بقيادة العملاق الأسباني برشلونة ونظيره الألماني البفاري،وحتى تلك الفرق التي لا تلعب بخطط تعمد على الأجناب كخطة(3-5-2)،تعمد في الأساس على الأطراف الوهمية المتمثلة في الأجنحة،وكثيرا ما نجد بان اللاعبين الذين يؤدون هذه المهمة هم في الأساس متخصصين في وظيفة طرف الملعب،مما يقودنا للحديث عن قدرات لاعبي المريخ الحاليين في توفير أفق تكتيكية أوسع للمدرب غارزيتو وهنا نتحدث عن بلة جابر المطالب بالعودة لسابق عهده بجانب نسيان فترة الإصابة الأخيرة، وهو أمر يحتاج منه لمجهود مضاعف،بجانب العائد من فترة الإعارة مصعب عمر الذي يفتقد للإجادة فيما يتعلق بالمهام الدفاعية، وهنالك المصاب بخيت خميس قليل الخبرة،هذه الخيارات تحتاج من المدرب للحنكة التكتيكية مع المرونة الوظيفية للاعبين حتى يتجاوز المريخ الأدوار الأولى ومن ثم يمكن تدعيم الخيارات الموجودة بخيارات أفضل في التسجيلات التكميلية.
المال والتسويق
المال والتسويق والرعاية هي العوامل الأساسية للأندية التي تبحث عن التطور، فالمال يساعد الأندية في توفير حاجيات النادي مما يعني توفير عدد من المداخيل التي تساهم في تسير الأندية ومجابهتها الصرف العالي على المعسكرات واللاعبين التعاقدات وغيرها من الأمور البديهية،في المريخ تتواجد الجماهير الغفيرة كممول للنادي من حيث الدخول للمباريات، لكنه في المقابل(أي النادي)لا يستثمر القوى المالية الحقيقية للقاعدة الجماهيرية، والأمر يعود لعدة أسباب من بينها غياب المشاريع الداعمة بجانب احتكار العضوية على تجار الجمعية العمومية، وعدم رغبتهم في تطويرها حباً في الاستمرار في اللعب بكراسي الجمعية العمومية،بجانب غياب تفريخ اللاعبين وبيعهم للأندية خارج السودان أضف لذلك شح الأموال التي يتقاضاها النادي الكبير من شركات الرعاية،فالأحمر سبق له خوض موسم كامل وقمصان اللاعبين تشكوا قلة الشركات الراعية،لكن من جهة أخرى تحمل السيد جمال الوالي الصرف على النادي طوال الفترة الماضية وبما أنه صرح بالمغادرة في مايو المقبل بدأ الجمهور في البحث عن مداخيل جديدة وكانت البداية بمشروع تحويل الرصيد بجانب بحث مجلس الشورى عن بديل الوالي،مع ذلك سيمر المريخ بأزمة كبيرة حال غادر المجلس الحالي فالوافد الجديد لن يجد الالتفاف حوله بمثل الطريقة التي وجدها الوالي،حتى وأن ملك المال الكافي،لذا يتوقع أن يمر النادي بأزمة حقيقة حال لم تتوفر المداخيل البعيدة عن هيمنة الأفراد ونعنى بذلك استثمار الجمهور والمشاريع الداعمة أضف لذلك تسويق شعار النادي ومبارياته.
نجاح الإعداد
إعداد المريخ حالياً يمضى بوتيرة جيدة من حيث الإعداد البدني والتكتيكي للموسم الجديد،لكنه في المقابل يفتقر للتجارب التي من شأنها وضع اللاعبين في فورمة دور المجموعات للبطولة الأفريقية،وهو ما يعد المهدد الحقيقي لمشوار المريخ الأفريقي،فبجانب جولة شالكة الألماني سيباري المريخ ودياً فريق كمبالا الأوغندي الذي أخرجه خالي الوفاض من دور الأبطال في الموسم الماضي،مع ذلك فالإعداد لا يوفر الاحتكاك التجريبي الأمثل للاعبين والمدير الفني على حد السواء،ما يعني ضرورة تدارك الإدارة للأمر وذلك يكون بتوفير تجارب إعدادية مثالية فالخصم يتفوق على الأحمر من حيث عدد الدقائق الإعدادية التي خاضها اللاعبين حتى اللحظة،بجانب مدربهم الخبير بفريق المريخ.
وضوح الأهداف
من أهم الأمور التي ظلت تصعب من مهمة اللاعبين والإدارات والمدربين الجدد بالقلعة الحمراء،هي ارتفاع سقف الطموحات بصورة خيالية يدخل على إثرها الجمهور في حالة الأحلام الوردية مع عدم تقبلهم للنتائج الواقعية لفريق كرة القدم وهو العامل الذي ساهم في تعرية جسد المريخ خلال فترة طويلة مضت عامرة بالبدايات الجيدة والخواتيم الحزينة، خبرة إدارة الفريق في ظل غياب التركة الإدارية المكتوبة،تمثل الحل الأنجع لمثل هذه المشكلات،مع ضرورة توفر الرؤية الإعلامية السليمة للواقع بجانب البعد عن مقارنة المريخ بنده التقليدي وهي في الغالب مقارنات خيالية تصب في بحر الفشل بالنسبة للفريقين على حد سواء.أضف لذلك ضرورة إعلان خطوات المريخ المقبلة أولاً بأول حتى لا يدخل الجمهور في دوامة الأحلام والتطلعات الهلامية،فمثلاً يبحث المريخ عن التواجد في دور المجموعات كهدف أقصى وهي الحقيقة التي يجب على الجمهور أن يؤمن بها كما يجب على الإدارة دعمها وذلك للمزيد من الاستقرار كما يجب توفير العوامل التي من شأنها أن تجعل الفريق يتعامل مع المباريات المحلية بعيداً عن التكبر والخيلاء التي من شأنها أن تصعب من مهمة اللاعبين في جمع النقاط والتجربة تتحدث عن ذلك.






