كلام في الشبك || جماعية الجمهور وتراجع مستويات اللاعبين ..!!


جماعية الجمهور وتراجع مستويات اللاعبين ..!!

×معروف عن المدرب الفرنسي غارزيتو نظرته الثاقبة فيما يتعلق بالتخطيط للمستقبل، كما يتميز الرجل بالشجاعة الفنية والتي نادراً ما خذلته خلال مشواره الحافل بالبطولات والتحديات مع مختلف الأندية التي عمل لأجلها؛ غارزيتو لمح قبل فترة قليلة لظاهرة تشجيع الجمهور للاعبيه كأفراد بعيداً عن تشجيع المريخ كمجموعة في تعدي صريح على قيم الجماهير المريخية القديمة المتحدثة عن تشجيع الفانلة وليس من يرتديها.

×غارزيتو لمح لتلك الظاهرة بسبب بحثه الدائم عن جماعية الفريق وهو السبب الظاهر (القريب) الواضح للعيان، والسبب (البعيد و قرينته) يتمثلان في التمهيد للخيارات التي يود الفرنسي إدخالها للتوليفة الأساسية لتعويض النقص الذي ألم ببعض الركائز المهمة بمريخ النصف الأول من الموسم، على غرار غياب الجوكر الخبير علاء الدين يوسف والمعلم الكبير أيمن سعيد، بجانب تراجع مستويات المعلم الصغير عمر بخيت، وابتعاد سيلا عن اللعب التنافسي منذ أمد بعيد.

×خيارات غارزيتو في عمق الدفاع مثلاً تبحث عن الأكثر جاهزية وذلك بحسب قوانين كرة القدم التي تقول (لاعب عادي جاهز بدنياً وفنياً وذهنياً أفضل من نجم يلعب باسمه وبغياب الجاهزية)، ما يعني تفضيل المدرب للخيار الجاهز على الأساسي المضمون فيما مضى والبعيد عن مستواه حالياً، وتلك الفلسفة تطلب من الفرنسي توفير بيئة عمل ممتازة لخياراته الفنية على غرار الريح علي (غريب الأطوار)، وعلي جعفر صاحب (الأرشيف السيئ لدى الجمهور)، ما يقودنا للحديث عن ضرورة تنفيذ الجمهور لمطالب المدرب وبالتالي الكف عن توبيخ اللاعبين الذي يقودهم في المقابل للمزيد من التراجع في المستوى دون أدنى شك في ذلك.

×قبل سنوات تحدث المدرب البرازيلي ريكاردو في رسالة ساخنة، غاضبة، عميقة المحتوى، عن مساهمة جماهير المريخ في تراجع مستويات الظهير الأيسر مصعب عمر وتدمير المتبقي من موهبته أنذاك، وبعدها بقليل حدثت مشكلة بين الجمهور وقائد الفريق أحمد الباشا (برغم تميز مستوياته حينها) فرد الأخير على منتقديه بعبارة (هُسس) ومن ثم حدثت مشكلة بين الألماني كروجر والجمهور المريخي إبان إصراره على الدفع بالمهاجم الوطني محمد موسي، ومن قبل تكررت الظاهرة المذكورة مع المصري-البدري حينما كان يصر على تبديل واحد محفوظ خلال المباريات يقضي بخروج وارغو ودخول محمد مقدم.

×أيضاً مطلع الموسم الحالي عاد المدرب الأوغندي جورج نسيمبي لتذكير المريخاب بخروج فريقهم على يد كمبالا في الموسم الماضي، عندما صرح قائلاً ‘‘جمهور المريخ مصدر ضغط نفسي كبير على لاعبيه وتلك الميزة سنستقلها مثلما حدث في الموسم السابق’’ عندها رد عليه الجمهور المريخي بتكاتف كبير وتشجيع دائم للفريق جعل أقل اللاعبين قدرات ومهارة يتحول للأفضل في تلك المباراة وبشاهدة مدرب الخصم ومثل ذلك الدور الظهير الأيسر مصعب عمر الذي وصفه نسيبمي حينها باللاعب المميز والذي كان يظنه الأسوأ في توليفة مريخ السودان.

×الحديث أعلاه؛ يوضح مدى علاقة الجمهور باللاعبين فالنظرية الفيزيائية تقول: ‘‘لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه’’ ما يعني دعم المخفقين يقودهم للتميز ودعم المميزين يقودهم ربما للغرور  والتراجع أو المواصلة في المشوار بذات النسق وعليه فإن الجمهور لا سبيل له غير دعم الفانلة الحمراء وترك المسميات حتى تستمر هيبة الأحمر التأريخية المعروفة عنه.

في القائم

×للاعب علي جعفر أرشيف سيء مع المريخ وآخر جيد والجمهور وحده من بيديه إعادة اللاعب لتقديم مستوياته الخارقة التي قدمها إبان جولة المريخ التأريخية أمام البارين.

×أيضاً للاعب الريح علي تصرفات غريبة ومثيرة للغضب في الكثير من الأحيان، لكن في المقابل يتمتع الأخير بجاهزية فنية كبيرة وأرشيف مباريات مميزة رفقة الموردة والمنتخب ومعية قلب الدفاع الحالي أمير كمال، وبيد الجمهور المريخ فقط مفاتيح تألق الريح.

×خبرة مصعب عمر الكبيرة جعلته يتناسى صراخ  الجماهير في الموسم الحالي على الرغم من مساهمة ذلك الصراخ في ارتباكه وتراجع مستوياته ومن ثم إعارته للأهلي الخرطوم قبل موسمين.

×الأمر ينطبق علي الريح فالأخير ليست لديه خبرات كبيرة للتعامل مع الجمهور وأي صراخ وتوبيخ أثناء المباراة يفقد المريخ أحد لاعبيه ويفقد المدرب فرصة للتبديل بسبب مساهمة الجمهور في أخراج اللاعبين من أجواء المباريات ومعروف عن اللاعبين اختلاف سبل تعاطيهم مع الجمهور وردة الفعل التي يبدونها.

×لا مفر حالياً من دعم خيارات المدرب فوحدها فترة التعاقدات القادمة هي التي تتحكم في بقاء أو مغادرة اللاعبين المختلف في أمرهم.

×في الموسم الأسبق ساهم المخضرم هيثم مصطفي بصورة مباشرة في خروج المريخ مهزوماً أمام الهلال بعد أن قطعت كرة الهدف الأول والثاني من بين قدميه، حينها سامحه الجمهور فقط لإثبات نجاح صفقته أمام جماهير الند التقليدي والأمر ظل يحدث مع عدد من اللاعبين فالوافد من الهلال يساعده الجمهور على النجاح (كسر رقبة) ولاعب المريخ يساهم الجمهور في تكرار أخطاءه في صورة مقلوبة ننتظر اعتدالها في أقرب فرصة.

×خلال المباراة السابقة أمام أهلي الخرطوم ساهم المعز محجوب في دخول هدفين سهلين لمرماه ومع ذلك لم نلحظ أي ردة فعل من جمهور المريخ فلو حدث ذلك الأمر من زغبير أو أي لاعب آخر حتى وإن كان جمال سالم لقامت الدنيا ولم تقعد.

شبك خارجي

# طيبوا النفوس .. لنرفع الكؤوس ..  بعيداً عن نظرية (الخيار والفقوس)..!!