الغراب نذير معرفة وليس شؤم ..!! [ 6 _ 30 ]
•يبدأ تلخيص مستجاب للأذن في باب الإنسان وأشياؤه بحيث يقول: ‘‘من حالتها الموسيقية الراقية إلى أذن قطة الملوخية’’ خلال سرده المتنوع الذي يقود العقل في نزهة ممتعة تزيد من حصيلة الإنسان المعرفية.
•الأذن:جهاز السمع في المخلوقات الحية، وباب الجحيم - وأحيانا الفردوس - للإنسان، يمكنها - بالطنين أو الإنصات الشديد - أن تقودك إلى حيث تجد نهايتك الموفقة، ويطرب الأذن جرس الكلمة الحلوة، ولحن المجاملة، ونغمة المغازلة، وما إلى ذلك من فنون الخداع الجميل والكذب اللين الطري، لكنها - هذه الأذن - تستفيق على الدعاء بالستر، والأوامر والنواهي والزجر، وآهة الإسترحام، وحقوق الزوجات، ومصاريف المدارس، وغنة الوليد، وأذان الفج،وصوت الديك، والأذن الحساسة الرقيقة عمرها قصير، يدمرها ارتفاع ضغط الدم،وتعليمات وزراء الإعلام، وصراخ الطفل الأول من الزوجة الأولى، وضجيج الموسيقى ذات النشاز الحديث، وانفجار القنابل، والكلام الراضخ مدة طويلة مع من تكره، أو الكلام فيما لا تحب، أو الإنصات إلى ما لا تتمنى، ولذا فإن الأذن تميل - أحيانا- إلى أشياء كثيرة يرفضها العقل، لتحدث الوقيعة بينهما، فتسمع الأذن أشياء لا علاقة لها بما يختمر في العقل، وهو انفصام يتميز به المواطن المعاصر، حالة (سرحان) يهيم فيها العقل متعالياً عما ينصب في الأذن، لكن الأذن تجبر على مراعاة لياقة الإنصات فتضطرب، تتقلص حتى تصبح أذنا لضفدع، أو تستطيل حتى تمسي أذنا لحمار، فتدفع بالدموع للعيون أو الضحكات إلى الأفواه دون اهتمام بأن ما يحدث لا يؤدي إلى ذلك، ويمكنك أن تتأكد من الأمر لو أمعنت في وجوه القوم المحاصرين في المسرح، أو الموقع الوضيع للمتعة الرخيصة، أو افتعالا للاستماع للخطب الرسمية، أو انسحاقاً تحت سطوة حاكم همام، أو انتظارا لنقود تلقي بها السماء، أو إنصاتاً لحركة شفتي قاض في حالة تأهب لإصدار الحكم.
•لكن - هذه الأذن - تستطيع أن تتحرر من الواقع والذي وقع والمتوقع وقوعه، تقفز فوق العوائق والضواغط وتتسلل إلى الأمنيات العذبة فتجمعها في انسياب موسيقي بالغ الانسجام والامتزاج، وهو ما أدى إلى هبوط نسبة السمع عند أشهر مستمع موسيقي في عصرنا: د.حسين فوزي, وانخفاضها - ربما لأسباب أخرى - عند أشهر روائي عربي: نجيب محفوظ، وانسحاقها تماما عند أشهر مؤلف موسيقي عالمي: بيتهوفن، ولا علاقة لذلك بحادث انتزاع الفنان التشكيلي فان جوخ أذنه وإهدائها لواحدة من بنات جزيرة هاييتي.
•وإذا كانت أطول أذن نجدها في الحمار، وأعرضها في الفيل، وأجملها في الزرافة والجمل والكلاب والقطط، فإن أضخم أذن على الإطلاق هي لجهاز المخابرات الأمريكية، (وأكبر عين أيضا)، وما يتفرع عن ذلك من أذان دولية صغيرة، أو محلية، في الصحافة، والشرطة، وجماعات الغجر، والفئران، والرجل غير الموفق مع زوجته الجميلة، والوزير ذي المقعد المضطرب، والموظفين آخر الشهر، والجبان غير القادر على المواجهة، والذئاب (الأنف أقوى)، وكلاب الصيد، وباعة الصور غير المهذبة، والطيارين، والعشاق في المرحلة الأولى، والعبيد، والسياسي غير المحنك، والمسجون المتوقع الإفراج عنه.
•أما أشهر أذن شعبية فهي أذن القطة: وهي طريقة تلف بها لقمة الخبز في الملوخية، وأذن الظفر: تلك الجزئية الباقية في ركن الظفر وتحدث ألماً مروعاً عند نزعها، وتطلق على من ينزعون منه أخطر أعوانه، هذا دون أن نغامر بذكر تفاصيل أذان جميلة لنساء جميلات يتألقن بها وضاءة ولو كانت خالية من الحلي.
زحام المعنى
•قبل سنوات ولأول مرة تعرفت على معلومة مهمة تتعلق بالأذن فالعلم أثبت أن الحاسة الوحيدة التي لا تنام عندما ينام الإنسان هي حاسة السمع.
•وفيما بعد وخلال قراءتي لسورة الكهف قرأت قوله تعالى : { فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} (11).
•عندما بحثت عن تفسر الآية بصورة علمية تحصلت على الأتي: فضربنا على (أذانهم ) وليس على أسماعهم - الأذن لا تعنى السمع فقط - تعنى السمع و التوازن وتعني عدد من الأعصاب تمر بها وتأثيرها على وظائف الجسم الأخرى، فماذا يحدث عند الضرب على الأذن - التفسير يقول : كان أهل الكهف نيام ، والنائم حي يحتاج لعناصر الحياة، الشمس لضرورتها للحياة والفجوة للتهوية والأوكسجين والتقلب لعدم أصابتهم بتقرح الفراش الأذن الخارجية بها فرع من العصب العاشر (الحائر) عن طريق عصب ارنولد من وظائف العصب الحائر التحكم في إبطاء او تقليل ضربات القلب، دور العصب السابع في تعابير الوجه وفتح العينين واغلاقها وقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.(28).
•أيضاً يقول العلم في تفسيره للمثل (للجدران أذان) أن الجدار يتصرف تصرف صفيحة رقيقة يمر منها الصوت، إذ أن الجدار يتثنى فيرتج، فإذا تكلمت في غرفة نقل الهواء و الجدار صوتك إلى الغرفة المجاورة، فمتى أردت الأسرار بشيء أحذر من الهواء المحيط بك إذ أن "للجدران أذانا تسمع".
آخر محطة
# اللهم أسمعنا ما يفيدنا وأبعد عن أذاننا ساقط القول.
•الأذن:جهاز السمع في المخلوقات الحية، وباب الجحيم - وأحيانا الفردوس - للإنسان، يمكنها - بالطنين أو الإنصات الشديد - أن تقودك إلى حيث تجد نهايتك الموفقة، ويطرب الأذن جرس الكلمة الحلوة، ولحن المجاملة، ونغمة المغازلة، وما إلى ذلك من فنون الخداع الجميل والكذب اللين الطري، لكنها - هذه الأذن - تستفيق على الدعاء بالستر، والأوامر والنواهي والزجر، وآهة الإسترحام، وحقوق الزوجات، ومصاريف المدارس، وغنة الوليد، وأذان الفج،وصوت الديك، والأذن الحساسة الرقيقة عمرها قصير، يدمرها ارتفاع ضغط الدم،وتعليمات وزراء الإعلام، وصراخ الطفل الأول من الزوجة الأولى، وضجيج الموسيقى ذات النشاز الحديث، وانفجار القنابل، والكلام الراضخ مدة طويلة مع من تكره، أو الكلام فيما لا تحب، أو الإنصات إلى ما لا تتمنى، ولذا فإن الأذن تميل - أحيانا- إلى أشياء كثيرة يرفضها العقل، لتحدث الوقيعة بينهما، فتسمع الأذن أشياء لا علاقة لها بما يختمر في العقل، وهو انفصام يتميز به المواطن المعاصر، حالة (سرحان) يهيم فيها العقل متعالياً عما ينصب في الأذن، لكن الأذن تجبر على مراعاة لياقة الإنصات فتضطرب، تتقلص حتى تصبح أذنا لضفدع، أو تستطيل حتى تمسي أذنا لحمار، فتدفع بالدموع للعيون أو الضحكات إلى الأفواه دون اهتمام بأن ما يحدث لا يؤدي إلى ذلك، ويمكنك أن تتأكد من الأمر لو أمعنت في وجوه القوم المحاصرين في المسرح، أو الموقع الوضيع للمتعة الرخيصة، أو افتعالا للاستماع للخطب الرسمية، أو انسحاقاً تحت سطوة حاكم همام، أو انتظارا لنقود تلقي بها السماء، أو إنصاتاً لحركة شفتي قاض في حالة تأهب لإصدار الحكم.
•لكن - هذه الأذن - تستطيع أن تتحرر من الواقع والذي وقع والمتوقع وقوعه، تقفز فوق العوائق والضواغط وتتسلل إلى الأمنيات العذبة فتجمعها في انسياب موسيقي بالغ الانسجام والامتزاج، وهو ما أدى إلى هبوط نسبة السمع عند أشهر مستمع موسيقي في عصرنا: د.حسين فوزي, وانخفاضها - ربما لأسباب أخرى - عند أشهر روائي عربي: نجيب محفوظ، وانسحاقها تماما عند أشهر مؤلف موسيقي عالمي: بيتهوفن، ولا علاقة لذلك بحادث انتزاع الفنان التشكيلي فان جوخ أذنه وإهدائها لواحدة من بنات جزيرة هاييتي.
•وإذا كانت أطول أذن نجدها في الحمار، وأعرضها في الفيل، وأجملها في الزرافة والجمل والكلاب والقطط، فإن أضخم أذن على الإطلاق هي لجهاز المخابرات الأمريكية، (وأكبر عين أيضا)، وما يتفرع عن ذلك من أذان دولية صغيرة، أو محلية، في الصحافة، والشرطة، وجماعات الغجر، والفئران، والرجل غير الموفق مع زوجته الجميلة، والوزير ذي المقعد المضطرب، والموظفين آخر الشهر، والجبان غير القادر على المواجهة، والذئاب (الأنف أقوى)، وكلاب الصيد، وباعة الصور غير المهذبة، والطيارين، والعشاق في المرحلة الأولى، والعبيد، والسياسي غير المحنك، والمسجون المتوقع الإفراج عنه.
•أما أشهر أذن شعبية فهي أذن القطة: وهي طريقة تلف بها لقمة الخبز في الملوخية، وأذن الظفر: تلك الجزئية الباقية في ركن الظفر وتحدث ألماً مروعاً عند نزعها، وتطلق على من ينزعون منه أخطر أعوانه، هذا دون أن نغامر بذكر تفاصيل أذان جميلة لنساء جميلات يتألقن بها وضاءة ولو كانت خالية من الحلي.
زحام المعنى
•قبل سنوات ولأول مرة تعرفت على معلومة مهمة تتعلق بالأذن فالعلم أثبت أن الحاسة الوحيدة التي لا تنام عندما ينام الإنسان هي حاسة السمع.
•وفيما بعد وخلال قراءتي لسورة الكهف قرأت قوله تعالى : { فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} (11).
•عندما بحثت عن تفسر الآية بصورة علمية تحصلت على الأتي: فضربنا على (أذانهم ) وليس على أسماعهم - الأذن لا تعنى السمع فقط - تعنى السمع و التوازن وتعني عدد من الأعصاب تمر بها وتأثيرها على وظائف الجسم الأخرى، فماذا يحدث عند الضرب على الأذن - التفسير يقول : كان أهل الكهف نيام ، والنائم حي يحتاج لعناصر الحياة، الشمس لضرورتها للحياة والفجوة للتهوية والأوكسجين والتقلب لعدم أصابتهم بتقرح الفراش الأذن الخارجية بها فرع من العصب العاشر (الحائر) عن طريق عصب ارنولد من وظائف العصب الحائر التحكم في إبطاء او تقليل ضربات القلب، دور العصب السابع في تعابير الوجه وفتح العينين واغلاقها وقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.(28).
•أيضاً يقول العلم في تفسيره للمثل (للجدران أذان) أن الجدار يتصرف تصرف صفيحة رقيقة يمر منها الصوت، إذ أن الجدار يتثنى فيرتج، فإذا تكلمت في غرفة نقل الهواء و الجدار صوتك إلى الغرفة المجاورة، فمتى أردت الأسرار بشيء أحذر من الهواء المحيط بك إذ أن "للجدران أذانا تسمع".
آخر محطة
# اللهم أسمعنا ما يفيدنا وأبعد عن أذاننا ساقط القول.